عنوان الفتوى : الدعاء عند قبر الميت وبعيدا عنه وأفضل ما يُدعى به
توفي والدي مذ شهر رحمه الله، وأنا أزور قبره كثيرا لقربه من البيت منها اتباع الجنائز. ف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا فرق بين الدعاء للميت عند قبره، أو بعيدا عنه، إلا من حيث أن الدعاء عند قبره فيه فضيلة أخرى، وهو زيارة القبور، فهي سنة مستقلة تنفع الزائر بالذكرى والعظة، والمزور بالإيناس كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 158955، وأفضل دعاء للميت عند زيارته ما ورد عن النبي صلى عليه وسلم مما تقدم بيانه في الفتوى رقم : ،29998 ، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للأموات ما روى مسلم في صحيحه : اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار. وهذا الدعاء وغيره مما دعا به صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة، فإنه يجوز الدعاء به للميت في أي وقت، وهو أولى من الدعاء الذي ينشئه الإنسان من ذات نفسه. وانظر الفتوى رقم :6935، مع أنه لا مانع من الدعاء بغيرالمأثور، فيدعو للميت بما تيسر له من سؤال الله المغفرة والرحمة له، مع التنبيه على أنه لم يتضح لنا المراد بقول السائل منها اتباع الجنائز.
والله أعلم.