عنوان الفتوى : علاج الوسوسة في التكبير في الصلاة
عندي مشكلة كبيرة جدا، وهي أنني عندما أُكبر للصلاة بصوت منخفض أحيانا أسمع لفظ الجلالة خرج بدون همزة أو خرج بالهاء بدلا من الألف، مع أنني عندما أعيد التكبيرة بعد الانتهاء من الصلاة بصوت مرتفع بنفس الصيغة تخرج صحيحة، فهذا الأمر أدى لإصابتي بوسواس قهري، فأصبحت عندما أنوي الصلاة أخاف أن أكبر فتخرج بصورة خاطئة، بل أصبحت تكبيرة الإحرام كالحجر على قلبي، وأيضا عندما أقول تكبيرات الانتقال أسمعها تخرج بنفس الطريقة، فأضطر لسجود سهو قبل السلام، وأيضا عندما أسجد للسهو تخرج تكبيرات الانتقال بنفس الطريقة. مع العلم أنني أسمعها بالطريقة الخطأ أثناء العطش فقط، ولا أستطيع التصرف في رمضان، أرجوكم أفيدوني في الأمر، وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من الواضح أن السائل مصاب بالوسواس في النطق بالتكبير في الصلاة، وقد بينا مراراً أن الوسوسة ليس لها علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وأن لا يعيرها الموسوس أي اهتمام، فإن الاسترسال معها يفتح على العبد أبواب الشر ويفسد عليه دينه ودنياه، ولينظر لذلك الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
وعليه، فالذي ننصحه به هو أن يعرض عن هذه الوساوس، فإذا كبر للإحرام أو الانتقال جهرا أو سرا فليكبر التكبير المعتاد، سواء كان في حالة عطش أم لا، فإن خيل إليه أنه لم يأت بالتكبيرعلى الوجه الصحيح فليعرض عن ذلك ولا يعده مهما وسوس إليه الشيطان أن تكبيره لم يقع صحيحاً أو أنه أخطأ فيه، بل يرد كيده في نحره بالإعراض عن وساوسه، ويقول له بلسان الحال كذبت يا عدو الله، متى كنت ناصحا أو حريصا على إصلاح عبادة المسلم؟ ولا يشرع له سجود السهو هنا، لعدم وجود سبب له، ففي فتاوى نور على الدرب للشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى: فالحاصل أن المؤمن والمؤمنة إذا ابتليا بهذا الشيء فعليهما أن يجتهدا في سؤال الله العافية من ذلك، وأن يتعوذا بالله من الشيطان كثيرا، وأن يحرصا على مكافحته فلا يطاوعانه لا في الصلاة ولا في غيرها، فإذا توضأ يجزم أنه توضأ ولا يعيد الوضوء، وإذا صلى يجزم أنه صلى ولا يعيد الصلاة، وإذا كبر يجزم أنه كبر ولا يعيد التكبير مخالفة لعدو الله ومحاربة له. انتهى.
وحيث إن السائل كان يسجد قبل السلام للسهو فالظاهرأن ذلك غير مبطل لصلاته، لأنه فعله جاهلا فيما يبدو، ولينظرللفائدة الفتويين رقم: 120774، 108854.
والله أعلم.