عنوان الفتوى : من أحكام المبتلى بانفلات الريح في الصلاة
يا شيخ جزاك الله خيرا، وكتب الله أجرك ونفع بك. أنا أعاني من الغازات حيث أشعر بغازات في الصلاة وأحاول حبسها ولكنها تغلبني. فأضطر لقطع الصلاة وإعادة الوضوء. وأحيانا أيضا في الإعادة الثانية تغلبني وأحاول حبسها، ولكن الريح يخرج رغما عني، وهكذا أعيد الصلاة حدود ثلاث مرات أو أكثر، فإذا عجزت أتممت الصلاة بشكل سريع والله المستعان. ما يضايقني يا شيخ أن هذه الغازات تجبرني على إعادة الصلاة مرة أخرى في المنزل بعد أن منّ الله علي و حضرت الصف الأول وتكبيرة الإحرام، أضطر لإعادتها مرة أخرى في المنزل. فهل بذلك أكون قد خسرت أجر الجماعة والصف الأول وتكبيرة الإحرام؟ وماهو توجيه فضيلتكم في هذه الحالة؟ طبعا الحالة هذه متيقن أنها ليست شكا " لأنني أعاني أحيانا من انتفاخات في البطن " أنا عادة أخفف من الأكل حتى لا أصاب بالغازات لكن حتى مع التخفيف أعاني والله المستعان. مرة من المرات لم أفطر إلا على تمر وماء فقط ، وأيضا عانيت منه. على سبيل المثال: اليوم ذهبت لصلاة العشاء والتراويح. واستطعت بفضل الله أن أكمل صلاة العشاء مع تسليمتين من صلاة التراويح. ولكن بعدها بدأت الغازات تضايقني. وأنا أحاول حبسها و لكنها تخرج رغما عني " حتى مع الحبس و المدافعة " ولكنني لم أقطع صلاتي بل استمررت بالصلاة حتى انتهى الإمام. فهل عملي هذا جائز؟ لأني أعلم من نفسي أنني لو قطعت صلاتي وأعدت الوضوء بعد فترة وجيزة ستعود لي الغازات من جديد وهكذا. حتى إنني أتضايق من هذا الأمر. فالركعات التي بدأت معها الغازات لا أشعر فيها براحة أو سكينة وأظل طوال صلاتي أفكر فيها وماذا سأقول لربي يوم القيامة، وكذلك الحال في صلاة التهجد. فحدود ركعتين فقط هي التي استطعت أداءها بدون انتقاض الوضوء، أما بقية الركعات فأجاهد نفسي في حبسها، ولكن إن خرج الريح رغما عني أكملت صلاتي متوكلا على الله، وهو وحده يعلم ما في قلبي من حزن وضيق تجاه هذا الأمر. لكن هذا ما أستطيع عمله. لا أدري هل هذا يأخذ حكم السلس؟ أم أن السلس مرض آخر يستمر طوال اليوم؟اعذرني يا شيخ هذا الأمر يروعني لذا سوف أذكر ما أقوم به بالتفصيل: لو أحدثت في الصلاة في المسجد ( مع التحرز و محاولة حبس الغازات ومدافعتها ) إلا أنني مغلوب على هذا الأمر. هل أقطع صلاتي مباشرة أم أكمل الصلاة حتى النهاية مع الإمام، ثم أعيدها في وقت آخر بشكل سريع في المنزل ؟ حيث إن هذا عادة ما أقوم بفعله أحضر الصف الأول وتكبيرة الاحرام بفضل الله، ثم في منتصف الصلاة أحدث، فلا أقطع صلاتي بل أكملها حتى النهاية، ثم أعود للمنزل وأصبر وأقدر الوضع، فإن رأيت أن هناك وقتا كافيا قبل خروج وقت الصلاة صبرت حتى تهدأ الغازات، وأتممت صلاتي مع التخفيف (( أقصد أن أصليها بدون إطالة حتى لا تعود لي الغازات مرة أخرى )).. علما أن هذا يتكرر معي عادة مع 3 صلوات أو أربع في اليوم: مثلا: الفجر - العصر - العشاء. أو الفجر - الظهر - المغرب - العشاء. وإن رأيت أنه ليس هناك وقت كاف توضأت وأعدت الصلاة بشكل خفيف، فإن صادفتني الغازات في الصلاة وأحدثت مرة أخرى أكملت صلاتي واكتفيت بتلك الإعادة والله المستعان. علما أنه بعد الحدث لا أقطع صلاتي في المسجد بل أكمل الصلاة ثم أعيدها في المنزل في وقت تكون فيه الغازات قد هدأت؛ لأن هذا محرج لي .. حيث إنني أحدث في 3 صلوات أو أربع في اليوم الواحد حتى أصبحت أتحرج من جيراني الذين يصلون معي بالمسجد، ناهيك عن أنه بعض الأحيان لا أضمن إن قطعت الصلاة وأعدت الوضوء أن لا أحدث مرة أخرى؛ لذلك أكمل صلاتي حتى النهاية ثم أعيدها في المنزل إذا استطعت بشكل سريع ( تخفيف الصلاة ) قبل خروج الوقت. وهناك صلوات لا يمكنني قضاؤها في المنزل مثل صلاة القيام والتهجد فإن قدرني الله صليت ما تيسر لي في المنزل، وإن لم أستطع اكتفيت بما صليته في المسجد باستثناء الفرض " صلاة العشاء " فإن كان الحدث بدأ من وقت ابتدائي بصلاة العشاء أعدت صلاة العشاء فقط في المنزل. فما حكم ما أقوم به ؟ أرجو منكم التفصيل في هذه الحالة و توجيهي وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فالذي يمكننا قوله للأخ السائل هو أنه إذا كان الريح يخرج بشكل مستمر بحيث لا تجد وقتا تصلي فيه بطهارة صحيحة، أو كان لا ينضبط وقت انقطاع خروج الخارج منه بحيث يتقدم تارة ويتأخر أخرى ويوجد تارة ولا يوجد أخرى. فأنت حينئذ مصاب بسلس، فتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي الفريضة وما يتبعها من نوافل، ولا تقطع الصلاة لخروج الريح ولا تعد الصلاة. ولمعرفة الأحكام المتعلقة به من حيث الوضوء والصلاة نحيلك للفتوى رقم: 139586، والفتوى المرتبطة بها، وانظر أيضا الفتوى رقم 112689بعنوان { صاحب سلس الريح هل يتخلف عن صلاة الجماعة }. والفتوى رقم: 101661عن الجمع بين الصلاتين لصاحب سلس الريح، والفتوى رقم: 31302 عن حكم تخلف من لا يمكنه إمساك الريح عن الجمعة.
والله تعالى أعلم.