عنوان الفتوى : المعيار المطلوب للحب في الله
أنا فتاة عندي 19 سنة، لدي مشكلة وهي التعلق بأصحابي. من سنتين تعرفت على بنت عن طريق النت كنت أحبها جدااااااا وكنا نتواصل عن طريق النت واتصالات بالموبايل. تعلقت بها جداااا، لم أكن أتخيل حياتي بدونها وكنا نتكلم دائما وكنت أغار عليها جدااا وقد سمعت من بعض الشيوخ : أن من أحب أحدا سوى الله ( أي تعلق به ) عذب به ولا بد. وهذا ما حدث بالفعل كانت تجربة صعبه لكن مع مرور الوقت خف التعلق جداا و أحمد الله على ذلك، لكن لا زلت أحبها جدا لكن ليس كالسابق علاقتنا الآن ليست قوية. المهم وكي لا أطيل عليكم أنا أخاف أن يتعلق قلبي بإحدى صديقاتي. لدي صديقات كثر تعرفت عليهن من خلال النت من أحد المنتديات. شيخي المفضل هن صديقات صالحات نتابع معا برامج دينية، ولو ضعفت في أمور ألاقي منهم التشجيع والنصح والإرشاد ونعين ونحث بعضنا على الطاعة. أحاول ألا أدخل يوميا للحديث بالإيميل لأني أخاف جدا أن أتعلق بأحد مرة أخرى لما لاقيته من العذاب وحرقة القلب في المرة الأولى. فما الحل ؟ مع العلم أني لا أستطيع الابتعاد عنهن لأن صديقاتي في الدراسة جيدات لكني أريد من يفهمني ويعينني على الطاعة والقرب من الله ولا أجد ذلك إلا بصديقاتي من خلال النت ونتواصل عن طريق الموبايل وأحبهن في الله جدا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحب في الله من لوازم الإيمان ومن علامات صلاح القلب ومن أفضل القربات إلى الله، كما أن من سعادة المرء أن يرزقه الله إخوانا يحبهم في الله ويحبونه ويتعاونون جميعا على البر والتقوى، لكن الحب إذا جاوز الحد صار مذموما، والقصد والاعتدال في الأمور من أسباب طمأنينة النفس وانشراح الصدر، وراجعي الفتوى رقم: 137978
فينبغي أن تكون محبتك لصاحباتك محبة في الله، وليست محبة لحظوظ النفس واتباع الهوى، وانظري الفتوى رقم: 52433، كما ينبغي الحذر من الإفراط في التعلق بصديقاتك، ومما يعينك على ذلك أن تشغلي وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك، واعلمي أن القلب إذا امتلأ بمحبة الله ورسوله، رجعت محبة من سواهما إلى نصابها ولم تجاوز قدرها وصارت تابعة لمحبة الله ورسوله، والطريق إلى محبة الله ورسوله يكون بالتعرف على الله والتفكر في نعمه وآلائه وتدبر كلامه و التعرف على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته وأخلاقه، وكثرة ذكر الموت وما بعده من أمور الآخرة، وكثرة الذكر والدعاء.
والله أعلم.