عنوان الفتوى : هل يسوغ للمريض النفسي الابتعاد عن أهله
أعاني من مرض نفسي جعلني أبتعد عن أهلي لسنين طويلة ثم عدت لهم وعانيت كثيراً خلال تلك الفترة التي استمرت لثلاث سنوات ثم تركتهم مجددا وأعاني كثيرا عندما أفكر في العودة لهم خوفا من المعاناة بينهم فهل يجوز لي الابتعاد عنهم لأني أحس بالراحة عندما أكون بعيدا مع العلم بأن أمي وأبي على قيد الحياة ولكنهم ينظرون لي ويعاملونني كمريض وهذا يزيد مرضي عندما أكون بينهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الشفاء من كل داء. وما أصابك فقد يكون مرضاً نفسياً وقد يكون سحرا، أو وسواساً، وفي كل الحالات فعليك باللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء مع دوام المواظبة على الطاعات والابتعاد عن المعاصي، مع الإكثار من قراءة القرآن والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والأحوال. فاستعن بالله على البقاء عند والديك وأهلك وصبِّر نفسك على ذلك وإن عاملوك على أنك مريض. إذ لايجوز لك هجرهم بهذه الصورة مادمت تقدر على المكث عندهم. ومع الأيام تستطيع أن تتجاوز آثار المرض، وستتغير نظرة أهلك لك إلى الأحسن -إن شاء الله تعالى- هذا مع الأخذ بأسباب العلاج من الرقية الشرعية بنفسك أو عند آخر من أهل الخير والصلاح، وبالرجوع إلى أهل الطب الماهرين في علاج الأمراض النفسية، وأهم شيء هو ألا تيأس من روح الله تعالى، فإنه ما من داء إلا والله جل وعلا قادر على شفائه، وقد جعل لكل داء دواء، علمه من علمه وجهله من جهله.
والله أعلم.