عنوان الفتوى : حكم قول: فلان أنقذ فلانا من الغرق
ما حكم العبارة التالية: فلان أنقذ فلانا من الغرق؟ وهل على العبارة مأخذ شرعي؟ وهل يجب أن يقول بفضل الله ثم فلان أنقذه من الغرق؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا مانع شرعا من إطلاق العبارة المذكورة إذا اعتقد القائل أن المنقذ حقيقة هو الله سبحانه وتعالى، وأن الشخص إنما هوسبب، لأنه من إضافة الأمر إلى سببه الظاهر، والأفضل أن يقول أنقذه الله على يد فلان ، أو أنقذه الله ثم فلان، قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى: فلو أن شخصاً أنقذ غريقاً من غرق فهنا لا يخلو من حالات:
الأولى: أن يقول: أنقذني الله تعالى على يد فلان، وهذا أفضل الأحوال.
الثانية: أن يقول: أنقذني الله ثم فلان، وهذه جائزة، وهي دون الأولى.
الثالثة: أن يقول: أنقذني فلان، ويعتقد أنه سبب محض، وأن الأمر كله إلى الله عز وجل، وهذه جائزة، ويدل لجوازها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن عمه أبي طالب أنه كان في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه ـ والعياذ بالله ـ قال النبي عليه الصلاة والسلام: ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار.
الرابعة: أن يقول: أنقذني الله وفلان، وهذا لا يجوز، لأنه أشرك سبباً مع الله بحرف يقتضي التسوية وهو الواو ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل: ما شاء الله وشئت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجعلتني لله نداً؟ بل ما شاء الله وحده. اهـ
والله أعلم.