عنوان الفتوى : لا ينعقد اليمين بالكتابة إلا بالنية
أولا: أسأل الله تعالى أن يمتعنا جميعا بالصحة وبنعمة الإسلام، ثانيا عندي سؤال أتمنى أن تعطوني ردا عليه: تعرفت على فتاة وفي نيتي الزواج منها ـ باذن الله ـ وهذه الفتاة تمر بظرف قاسية وهي عنيدة بعض الشيء فمن خوفي عليها ولكي أبعدها عن مشكلة كبيرة كتبت لها الحلف بالله أنني إذا لم أفعل الذي أقوله فسينتهي كل شيء بيننا، وتصبح أختي لا أكثر. وقلت بعده إنني سأحلف هذا اليمين حتى تلتزمي فوافقت ولكنني لم أحلف وما كان في نيتي اليمين، بل كان هدفي فقط إخافتها كي أحميها، و
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا أن اليمين لا تنعقد بمجرد الكتابة من غير نية، وأن كتابة اليمين تعتبر من الكناية، فإذا كتب اليمين بالله من غير نيته لم ينعقد يمينه.
جاء في الموسوعة الفقهية عند ذكر شروط اليمين: الشَّرِيطَةُ الرَّابِعَةُ التَّلَفُّظُ بِالْيَمِينِ، فَلاَ يَكْفِي كَلاَمُ النَّفْسِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ، وَقَال الشَّافِعِيَّةُ: إِنَّ الْكِتَابَةَ لَوْ كَانَتْ بِالصَّرِيحِ تُعْتَبَرُ كِنَايَةً. اهـ مختصرا. وجاء في أسنى المطالب: الْيَمِينَ بِاَللَّهِ إنَّمَا تَكُونُ بِاسْمِهِ أَوْ صِفَتِهِ فَلَا تَنْعَقِدُ بِالْكِتَابَةِ. اهـ. ومثله ما جاء في قواعد ابن رجب: الْيَمِينَ بِاَللَّهِ لَا تَصِحُّ بِالْكِتَابَةِ. اهـ.
وعلى هذا، فما دمت لم تنو اليمين عند كتابتك ـ كما ذكرت ـ فإنها غير منعقدة ولو خالفت مقتضاها لم تلزمك كفارة, ثم اعلم أنه لا تجوز إقامة علاقة صداقة بين الرجل والمرأة، كما بيناه في الفتوى رقم: 148635
فاتق الله ـ أخي السائل ـ واحرص على البعد عن خطوات الشيطان التي يستدرج بها العباد إلى ما حرم الله وانظر الفتوى رقم: 41151
والله أعلم.