عنوان الفتوى : نفور العبد من الوساوس الشيطانية علامة على قوة الإيمان

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا لم أكن أصلي، من سنتين تقريبا وفجأة صرت أصلي الصلاة في وقتها حيث إن ربي هداني بعد أن كنت في غفلة، ومن ثم بعد ما صليت كم شهر أو أكثر وأنا ملتزمة أحسست أن شيئا قويا دخل إلى قلبي بقوة وصرت أسب الله في الداخل وأنا أكرهها جدا، وأحاول أن أمنعها ولكن لا جدوى، وصرت أبكي أن ربي سوف يعاقبني وأني كفرت بالله، علما أنني لم أسب الله في العلن مع نفسي لكن شيء غريب أنني أسبه وبعد ما أقول أستغفر الله العظيم أقول لا أنت كلب يا شيطان ليس هو أنا أحب ربي، وأنا لا أعرف ماذا أفعل، أنا خائفة جدا ومرعوبة، ثم صارت تأتيني كل مرة وأكثر عندما أذهب إلى النوم فأنا لا أستطيع النوم الله يخليكم ساعدوني جدا أنا خايفة أني كفرت بالله وصارت حياتي مظلمة، وعندما أتصفح على الانترنت أرتاح عندما أقرا (إن الله تجاوز عن عبادي ....) وأقرأ شيئا آخر ( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) ياويلتى عندما أسمع هذا خلاص أنا تعقدت كثيرا، وعندما أسمع القرآن أخاف جدا إذا فيه آيات عذاب ونار جهنم أفيدوني الله يخليكم .

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تشتكين منه لا يعدو الوسوسة، فهوِّني على نفسك، واعلمي أن الكفر لا يحصل بالوسوسة ما دام صاحبها كارهاً لها؛ بل إن كره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان. فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.

 وراجعي في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 7950، 12300،137147.

فاطرحي ـ أختنا الكريمة ـ عن نفسك هذه الوساوس ولا يستجرينك الشيطان، وأكثري من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى ليصرفها عنك، وأكثري من ذكر الله وأشغلي نفسك بما ينفعها في أمر دينك ودنياك. وقد سبق لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 78372، 76732، 59659، 124761.

وأما قوله تعالى: لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكم. {التوبة: 66} فليس في باب الوسوسة، وإنما هي في المستهزئين الذين يخوضون ويلعبون بشعائر الدين، استخفافا واستهانة، بخلاف حال السائلة التي يطفح كلامها مخافة من الله وحرصا على الدين وتعظيما لجانبه وكراهية لهذه الوساوس، فهي تقول: (أنا أكرهها جدا وأحاول أن أمنعها .. وصرت أبكي .. وبعد ما أقول أستغفر الله العظيم .. أنا أحب ربي .. أنا خائفة جدا ومرعوبة .. وعندما أسمع القرآن أخاف جدا إذا كان فيه آيات عذاب ..) فأين هذا ممن قال الله تعالى فيهم: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تستهزءون. {التوبة: 65}

 فأبشري أختنا الكريمة فالأمر لا يعدو كما قدمنا حدود الوسوسة التي يدل نفور العبد منها على صريح الإيمان.

والله أعلم.