عنوان الفتوى : ما يستحب البدء به في الأذكار عقب الصلاة المكتوبة
إخواني الأفاضل بارك الله فيكم جميعاً. سؤالي بخصوص ترتيبي الأذكار بعد الصلاة، فقد قرأت مجموعة من مطويات أذكار بعد الصلاة، ولاحظت بأن الأذكار تبدأ كالتالي: استغفر الله (3 مرات)، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، سبحان الله 33 مرة، الحمد لله 33 مرة، الله أكبر 33 مرة،لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سورة الإخلاص سورة الفلقسورة الناس، آية الكرسي، اللهم أعني على ذكرك، وشكرك وحسن عبادتك. فهل لا بد أن أقرأها بهذا الترتيب أم بإمكاني قراءتها كيفما أشاء؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الأذكار كلها واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يقال بعد الصلوات، وهذا الترتيب جائز وليس واجباً إلا أنه يستحب البدء بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبدأ به عندما يسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذ الجلال والإكرام. رواه مسلم.
قال ابن قدامة في المغني: ويستحب ذكر الله والدعاء عقيب سلامه، ويستحب من ذلك ما ورد به الأثر مثل ما روى المغيرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. متفق عليه. وقال ثوبان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. وقال الأوزاعي: يقول استغفر الله استغفر الله. رواه مسلم. وقال أبو هريرة: جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموالهم يحجون بها ويعتمرون ويتصدقون، فقال: ألا أحدثكم بحديث إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيهم إلا من عمل مثله؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، فاختلفنا بيننا فقال بعضنا: نسبح ثلاثاً وثلاثين ونحمد ثلاثاً وثلاثين ونكبر أربعاً وثلاثين فرجعت إليه فقال: يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين، قال في رواية أبي داود يقول هكذا ولا يقطعه سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإن عدل إلى غيره جاز؛ لأنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره. رواه البخاري. وروى مسلم والنسائي عن عبد الله بن الزبير أنه حدث على المنبر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة والفضل والثناء الحسن الجميل، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن في دبر الصلاة، وعن سعد أنه كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بها دبر كل صلاة: اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر. من الصحاح، قال ابن عباس: إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته. رواه البخاري ومسلم. انتهى.
والترتيب المذكور لا بأس بالإتيان به، وانظر لذلك الفتوى رقم: 109915 مع الفتويين المحال عليهما فيها.
والله أعلم.