عنوان الفتوى : مسائل حول متابعة المؤذن
عند الترديد خلف الأذان أحيانا تختلط علي أصوات المؤذنين، أو يختفي صوت المؤذن الذي أردد خلفه لعطل في الميكروفون أو ما شابه. هل يجوز لي أنا أردد خلف مؤذن آخر بعد أن انتصف ترديدي مع المؤذن الأول؟ وهل إذا كنت في سفر ولا يوجد أذان في الطريق هل يجوز لي أن أردد الأذان في قلبي بدون سماع أذان ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سامع الأذان مطالب بحكايته على وجه السنية والاستحباب، فإن سمع أكثر من أذان في وقت اكتفى بحكاية أذان واحد، وإن انقطع صوت المؤذن الذي كان يحكي أذانه قبل انتهائه، وسمع آخر فله أن يتابع معه بقية الأذان، بل له ابتداء حكاية أذان آخر إذا سمعه.وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 45223 ، 13086 ،10125 ومن كان في بادية أو سفر استحب له أن يؤذن للصلاة ويرفع صوته ليشهد كل من سمعه من إنس أو جن أو غيرهما، وإن خفض صوته فلا مانع من ذلك، فقد روى البخاري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ثم المازني عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة (قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن قدامة في المغني: ويشرع الأذان في السفر للراعي وأشباهه في قول أكثر أهل العلم. انتهى
ومن هذا يعلم السائل أن المسافر يستحب له أن يؤن عند الصلاة بصوت مرتفع، وإن خفض صوته فلا مانع من ذلك، والمرأة تخفض صوتها بالأذان على كل حال، كما تقدم في الفتوى رقم: 28889.
وإن لم يكن في وقت صلاة فلا يشرع له التعبد بالأذان حينئذ لاختصاص الأذان بصلاة الفرض. قال النووي في المجموع: ذكرنا أن مذهبنا أن الأذان والإقامة لا يشرعان لغير المكتوبات الخمس. وبه قال جمهور العلماء من السلف والخلف. اهـ
وهذا عند التلفظ بالأذان على وجه التعبد، أما تحديث النفس به، فإنه مما لا يؤاخذ به الإنسان ولا يثاب عليه.
والله أعلم.