عنوان الفتوى : حكم إلقاء الحذاء فإن سقط يمينا فعل وإن سقط يسارا لم يفعل
يا شيخ أنا في بعـض الأوقات أحتار في أمر ما ثم أدعـو الله وأقـول - مثلا - : وأنا أمسك مثلا - حذاء - وأقول إذا كان ما أفعله صـوابا فـليسقـط الحذاء يمينا، وإذا كان خطأ فليسقـط يسارا ! فهـل هـذه بدعة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمثل هذا العمل لا يدل عليه شرع، ولا يرشد إليه عقل، فلا يجوز فعله في موطن عبادة كالدعاء. ومن اعتقد مشروعية ذلك فقد ابتدع، ومن اعتقد نفعه فقد ضلَّ.
هذا، مع ما في ذلك من تفريط في حدِّ الأدب في سؤال الله تعالى، فيدخل في عموم الاعتداء في الدعاء، وقد قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف: 55}
ثم إن هذا الفعل فيه مشابهة لفعل أهل الجاهلية في التطير، فإنهم كانوا إذا خرج أحدهم لأمر قصد إلى عش طائر فهيجه، فإذا طار الطائر يمنة تيمن به ومضى، وإذا طار يسرة تشاءم به، ورجع عما عزم عليه، وراجع في ذلك الفتويين: 33941، 29745.