عنوان الفتوى : من محبطات العمل الصالح

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل عبادات الأخلاق تحبط؟ وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما من شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق. أفيدونا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث الذي أشرت إليه حديث صحيح رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني، ولذلك فلا شك أن حسن الخلق من أفضل الأعمال وأعظم القرب التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل، فقد أمر الله بها في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً {البقرة:83}.

 وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ{المؤمنون: 96}.

وقال صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. رواه أبو داود وصححه الألباني.

وسبق بيان الآثار الطيبة لحسن الخلق في الفتوى رقم: 42432.

وحسن الخلق كغيره من الأعمال الصالحة التي تحبطها الردة ـ والعياذ بالله ـ إذا مات عليها صاحبها، كما قال تعالى: وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:217}.

وقال تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {المائدة: 5}.

ومن المعاصي التي تحبط العمل الرياء وتظاهر العبد بالصلاح في أعين الناس وانتهاكه حرمات الله إذا خلا، فقد أخرج ابن ماجه في سننه عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. صححه الألباني.

ومنها: ترك صلاة العصر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله. متفق عليه.

والله أعلم.