مات أبي حبيبي بينما كان في زيارة لي في دولة خليجية أعمل بها منذ سنوات سبع، علماً بأنه لم يغادر بيته لدولة غير بلده أبداً في حياته ، وكان موته فاجعاً لي بشكل كبير حيث أفتقده كل يوم وفي كل حين، علماً بأن أمارات حسن الخاتمة كانت كثيرة ـ ما شاء الله ـ حيث قد كان وفق لقراءة سورة الكهف كاملة في يوم الجمعة التي مرض فيها مرض موته في المسجد قبل صعود الإمام المنبر للجمعة، كما أنه مات برشح الجبين، كما أنه كان نقي الرائحة جداً سواء في اليومين اللذين قضاهما في المشفى، أو بعدما مات وحتى غسل وكفن ودفن بالدولة الحبيبة التي أعمل بها، حيث كان قد وصى إن مات أن يدفن حيث مات لحبه أن يغسل ويدفن على السنة وهو ما لا يتوفر ببلدنا مصر، كما أنه نطق بلا إله إلا الله قبل أن يركب سيارة الإسعاف مباشرة راقداً بعدها ليومين في المشفى بلا نطق ولا حركة، وأشار بسبابته إشارة التوحيد حتى كفن ودفن وإصبعه على هذا الوضع فضلاً عن رؤىً عديدة زارني في منامي فيها يخبرني بنفسة عن حسن حاله، وسؤالي الآن شيوخي الأفاضل: هو أن أبي قبل موته كان قد اشترى مصحفاً صغير الحجم جداً للجيب، وقد ورثته عنه بطبيعة الحال، فهل إن داومت على القراءة من هذا المصحف يصل لأبي ثواب طالما كان هو مالكاً له قبل موته؟ مع العلم بأن حجم المصحف الصغير يجعل القراءة منه أشق بكثير، ولكنني أفعلها ظناً مني بأن ثواباً يصله، كما أسألكم أن تدعو لأبي بأن يغفر الله له ذنبه وأن يجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً آمين.