عنوان الفتوى : إذا أحب الله عبداً ابتلاه
أعاني من كثرة الغازات ولا أنتهي من الوضوء إلا وينتقض وأبقى ذاهبا وراجعا إلى الميضئة حتى أنه يفوتني وقت الصلاة ويأتي وقت صلاة أخرى وما بيدي حيلة إلا الغضب والدعاء على نفسي والبكاء وهكذا كل فرض وإذا استطعت الصلاة فإني أعاني أيضا من الوساوس في ما إذا ما انتقض وضوئي أو سجدت أوركعت؟ ماذا أفعل؟ فأنا لا أستطيع أن أصلي الجماعة افتوني ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم من يخرج منه الريح أو غيرها من نواقض الوضوء باستمرار في الجواب:
8777 ثم إننا ننبه السائل إلى أن ما يصيب الإنسان وما يمر به من المصائب والبلايا هو من قدر الله تعالى وقضائه، فيجب عليه أن لا يجزع منه، وأن لا يسخط ففي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط " أي من رضي بما ابتلاه الله به فله الرضا منه تعالى، وجزيل الثواب. ومن سخط أي: كره بلاء الله وجزع ولم يرض بقضائه فله السخط منه تعالى وأليم العذاب.
والمقصود من هذا: الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه، فكل ما يدل على الجزع وعدم الرضا بالقضاء فهو منهي عنه، وفي الحديث الذي يرويه البخاري وغيره " لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وليقل: " اللهم … إلى آخره " أي لا يتمنين الموت بسبب ضرر مالي أو بدني نزل به، وذلك لأن تمني الموت يدل على عدم الرضا بالقضاء، وعلى الجزع في البلاء. فعليك أخي بالصبر والالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه ليذهب عنك الوساوس والتخيلات الشيطانية.
والله أعلم.