عنوان الفتوى : يتفاوت العذاب حسب طول العمر وكثرة الإجرام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عندما أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسجود لآدم سجدوا إلا أبليس وقد أعطاه الله الفرصة حتى يوم القيامة (انظرني إلى يوم يبعثون) وهي فترة طويلة لا يعلمها إلا الله فإذا تاب إبليس قبل ذلك اليوم بيوم فهل يدخل الجنة إذا وفق للسجود؟ وفي نفس الوقت يدخل الكافرالذي لم يؤمن وعاش لمدة ستين أو سبعين سنة ثم يكتب عليه النار مليارات السنوات أو الله أعلم كم من الوقت.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أن الشك في عدل الله كفر وردة يجب على من علم ذلك من نفسه أن يجدد إسلامه وإيمانه لعل الله يغفر له، وليعلم المسلم أن من صميم اعتقاده أن الله يفعل ما يشاء ويختار، ويحكم ويقضي ولا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، وأنه سبحانه عدل لا يظلم أحداً من خلقه مثقال ذرة: (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:40] .
وإبليس هو الذي أبى واستكبر وامتنع من السجود والانقياد لأمر الله، ولم يحدث توبة أو يظهر أوبة، بل عندما عاتبه ربه على امتناعه عن السجود تمادى في طغيانه وعناده قائلاً: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) [الأعراف:12] .
فأي تمرد على الخالق المنعم بعد هذا التمرد؟!، ثم واصل عناده وطغيانه بأن طلب من ربه البقاء إلى يوم القيامة لإغواء بني آدم، فأعطاه الله ذلك لحكمة أرادها سبحانه، وليس لإتاحة الفرصة له ليتوب.
وقد كتب الله عليه اللعنة والنار، وأخبر سبحانه أنه من الكافرين، فلا يمكن أن تدركه التوبة. وكون الله سيدخله النار بعد أن أبقاه حياً إلى يوم الدين في وقت يدخل النار فيه من الكفار من لم يعش في الدنيا إلا سنين معدودة أقول: كون هذا من الظلم والمنافاة للعدل لا يصدر إلا عن قاصر جاهل، فإن إبليس لم يعط جائزة على عصيانه وكفره، بل أمد الله له عمره في الكفر جزاء تمرده ليلاقي بذلك العذاب العظيم على قدر كفره، بينما الإنسان الذي يقصر عمره في الكفر والباطل يجازى على قدر ذلك، فأهل النار يتفاوتون في العذاب، فكلما طال عمر الشخص في الكفر زاد عذابه، وكلما قل عمره في الكفر قل عذابه، فكل كافر أهون عذاباً من إبليس الرجيم، وهذا هو مقتضى العدل الإلهي. وانظر الجواب رقم: 8653.
وننصحك بالابتعاد عن هذه الأوهام والشكوك، وأن تشغل نفسك بالعبادة والطاعة.
والله أعلم.