عنوان الفتوى : تعدد أسباب بكاء الصبي عند الولادة
نقلا عن أحد الأطباء: يكون الأذينان في قلب الجنين قبل الولادة متصلين ببعضهما، بحيث إن الدم الواصل إلى أحد الأذينين يعبر إلى الأذين الآخر عبر ثقب موجود بالجدار الفاصل بينهما. الأمر الذي يمكن الجنين من التنفس من الهواء الذي تتنفسه أمه، و إلا غرق في رحم أمه. عند الولادة يحصل إغلاق هذا الثقب ويتولد عنه ضغط (أعتقد أنه يتحدث عن الضغط الدموي). هذا الضغط يسبب ألما فظيعا ولذلك يبكي الطفل عند الولادة. وإن لم يبك فاعلم أن عنده مشكلة بغلق الأذينين. وكنت على علم مسبق بحديث شريف يخص بكاء الجنين عند الولادة، والذي قلتم عنه إنه حديث صحيح حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها. فما هو ردكم في هذه المسألة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ثبت ما نقله السائل من الناحية العلمية، فإنه لا يتعارض مع ما ثبت في السنة النبوية من أن استهلال الصبي صارخا يكون بسبب مس الشيطان ونزغه، إذ لا مانع من أن يكون للبكاء أكثر من سبب، وقد أوردنا قبل ذلك ما ذكره ابن القيم من أن لهذا البكاء سببين؛ سبب باطن أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لا يعرفه الأطباء، وسبب ظاهر لا تخبر الرسل بأمثاله لرخصه عند الناس ومعرفتهم له من غيرهم. فراجع الفتوى رقم: 146979.
والله أعلم.