عنوان الفتوى : تقليم الأظافر ونتف الشعر مما يستحب قبل الإحرام
بفضل الله ذهبت إلى العمرة في شهر رمضان، وبدايةً أعلم أن المرأة قبل العمرة يجب أن تقلم أظافرها وتنظف شعرها، وأنا لم أنظف شعر العانة، لأنني إذا قمت بتنظيفها في تلك اللحظات سوف تنزل مني مادة من رحمي، وهذا الشيء سوف يسبب لي حرجا في وقت الصلاة، ولا أستطيع تأدية صلاتي في وقتها، لأنها تنزل مني كثيرا عند تنظيف الشعر، والمشكلة الأكبر هي أنني في وقت إحرامي وأنا في السيارة ـ أستغفر الله ـ عندما خرجت من المدينة إلى مكة ثارت شهوتي فحاولت السيطرة على نفسي ولم أستطع، وكلما ترتفع السيارة أحسست بضغط ويأتني وسواس كأن شخصا يجامعني ـ أستغفر الله ـ وعندما أحس بالضغط في فرجي ثم في السيارة كنت أحك حاجبي فنتفت شعر حاجبي قصدا، وعندما وصلت مكة دخلت الحمام كي أرى هل نزل مني المني أم لا، فوجدت قليلا من مادة غليظة لم أعلم أنها مني، فظننت أنني لا أحتاج إلى الغسل الموجب لهذا، وكنت أتحدث مع أمي فأخذت شعرتين من رأسي، لأن شعري في ذلك الوقت كان مفتوحا لم أمسكه، فأخذت الشعرتين لظني أنهما من البداية كانتا واقعتين أي لم أقطعهما من جدر الشعرة، ثم خرجت وأكملت العمرة مع أهلي، وعندما بدأت الطواف كنت أسلم على الحجر الأسود ولبعدي عن الكعبة، لأنها كانت مزدحمة كنت أشك هل أسلم بشكل صحيح أم لا؟ فأسلم مرة أخرى، في الشوط الأول والثاني من الطواف متأكدة أنني لم أسلم على الحجر من البداية، وأحيانا أعيد السلام مرتين عند مروري بالحجر لخوفي، وكنت أعتقد أنني عند بدايتي للطواف لم أسلم من البداية، ولم أعرف متى كنت أتبع الضوء الأخضر وكانت الكعبة مزدحمة، وعند السعي سعيت ثم وجدت دما على الأرض وكنت أمشي عليه، وقد نسيت أن أرفع يداي إلى القبلة في أحد أشواط السعي، ثم صليت الفجر، ورجعت إلى البرج الذي نسكن به وقصرت شعري، وبعدها بأيام اغتسلت لشك في نفسي، ولكن ربما كنت غبية، لأنني من المفترض أن أعاود العمرة، ولكن كنت أطوف ببيت الله، ثم بعدها بأيام كثيرة قررت أن أغتسل وأعيد الطواف والسعي وأقص شعري، وفي يوم الجمعة طفت ثم ذهبت وحضرت خطبة الجمعة لكي أسعى بعد الخطبة، ولكن انتقض الوضوء فقررت الرجوع إلى الغرفة كي أنام قليلا ثم أسعى بعد العصر وأكمل العمرة، وعندما استيقظت وجدتني حائضا فحزنت كثيرا، لأنني شككت، فهل مازلت محرمة؟ فأنا جاهلة، وعندما خرجنا من مكة وذهبنا إلى المطار دخلت غرفة النت، وبدأت أبحث عن لون وصفات المني، فكانت الإجابة أن صفة ولون المني هي المادة التي نزلت مني عندما رأيتها، فما الحكم الآن؟ وماذا أفعل؟ خصوصا أنني أقلم أظافري وأنظف شعري، وهل لازلت محرمة؟ أود أن أعلم هل عمرتي صحيحة؟ وما هي الكفارة الواجبة علي؟ وهل إذا تقدم أحد لخطبتي أوافق أم لا؟ وإذا قدر الله لي عمرة فكيف تكون عمرتي وإحرامي؟ وهل أحرم من جديد؟ أم لا أحرام إذا مررت بالميقات؟ وماذا عن الطواف والسعي وقص الشعر؟ وهل أشرع فيه؟ فأنا من بلد تبعد عن السعودية أربع ساعات عن طريق الطائرة، وأنا جاهلة وخائفة كثيرا، ولم أحصل على أحد يجيب على سؤالي، وأستحيي أن أتكلم مع شيخ في الهاتف، أريد تفصيلا في الإجابة وعلى المنهج السليم حتى يطمئن قلبي. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيظهر لنا أن الأخت السائلة مصابة بالوسوسة، وننصحها بالإعراض عنها، ثم لتعلم أن من يريد الإحرام لا يجب عليه تقليم أظفاره ولا تنظيف جسده بإزالة الشعر، وإنما يستحب له ذلك، ويمنع منه بعد الدخول في الإحرام ومن ثم، فلا شيء عليك في ترك التنظيف قبل الإحرام ولو فعلته من غير عذر كما ذكرت في سؤالك الآخر، وأما المادة التي رأيتها فقد تنطبق عليها مواصفات المني، وإن كان مني المرأة في الغالب ليس غليظا، بل رقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وماء المرأة رقيق أصفر. رواه مسلم والنسائي.
لكنه قد يغلظ لطبيعة المرأة، وتبقى العلامة الظاهرة التلذذ بخروجه والشعور بالفتور بعده، وانظري مواصفات مني المرأة في الفتوى رقم: 135248.
وعلى هذا الفرض ـ وهو أنه مني ـ فإن طوافك صحيح على قول الحنفية وبعض الحنابلة، فالطهارة عندهم واجب للطواف وليست شرطا لصحته، فمن طاف جنبا ولم يعد الطواف صح طوافه ولزمته بدنة، وراجع الفتوى رقم: 141415.
والسعي لا تشترط له الطهارة أيضا، وشكك في صحة الإشارة إلى الحجر الأسود لا يترتب عليه شيء، لأن الإشارة واستلام الحجر سنة لا يبطل الطواف بتركها أصلا، جاء في الموسوعة الفقهية: كما اتّفقوا على استحباب الإشارة إلى الحجر الأسود عند تعذّر الاستلام. اهـ. والمهم أن يتم الطائف سبعة أشواط.
والدم الذي مشيت عليه في السعي لا يضر ـ أيضا ـ لأن الطهارة ليست شرطا لصحة السعي، كما بيناه في الفتوى رقم: 128217.
وأما نتف الشعر: فإن نتف شعر الحاجبين من النمص المحرم على المرأة سواء كانت محرمة أو غير محرمة، ونتف الشعر لا يترتب عليه فساد العمرة، ولكن يعتبر من محظورات الإحرام، فإذا كنت قد نتفت ثلاث شعرات فأكثر فإنه يلزمك بسببه فدية أذى ـ وهي صيام ثلاثة أيام ـ ولا يشترط فيها التتابع، أو إطعام ستة مساكين من مساكين الحرم، أو ذبح شاة توزع على فقراء الحرم. وبعض العلماء لا يوجب الفدية على الجاهل بالحكم الشرعي، وعمرتك صحيحة ولا داعي للوسوسة. وانظري الفتوى رقم: 128247.
والله أعلم.