عنوان الفتوى : حكم الصلاة في ثوب يظهر منه لون البشرة بعد التأمل
سؤالي بخصوص ستر العورة أثناء الصلاة: فهل تجوز الصلاة بملابس من بعيد تبدو ساترة تماماً، لكن عند التدقيق في الثياب نجد فيها ثقوباً صغيرة تصعب ملاحظتها، وذلك مثل الجراب والثياب المصنوعة من الصوف؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نعرف مقصودك بعبارة: لكن عند التدقيق في الثياب تجد فيها ثقوبا صغيرة تصعب ملاحظتها، فلم ندر ما إذا كنت تقصد أنها مجرد بعض آثار النسج ولا تظهر منها البشرة ولو للمتأمل أم أنها تظهر منها البشرة إذا دقق المرء النظر وتأمل، وعلى أية حال، فالثوب المجزئ في ستر عورة المصلي يشترط فيه أن يكون كثيفا قوي النسج بحيث لا يظهر معه لون الجلد، جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: يجب الستر بما يحول بين الناظر ولون البشرة، فلا يكفي ثوب رقيق يشاهد من ورائه سواد البشرة، أو بياضها، ولا يكفي ـ أيضا ـ الغليظ المهلهل النسج الذي يظهر العورة من خلله. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: والواجب الستر بما يستر لون البشرة، فإن كان خفيفا يبين لون الجلد من ورائه فيعلم بياضه، أو حمرته، لم تجز الصلاة فيه، لأن الستر لا يحصل بذلك. انتهى.
وفصل بعض أهل العلم فبينوا أن الثوب الصفيق إن كان لا يظهر منه لون البشرة إلا بتأمل وتدقيق فإن الصلاة تصح فيه مع الكراهة وتعاد في الوقت، جاء في منح الجليل لمحمد عليش: ب ـ ساتر كثيف أي صفيق لا يظهر منه اللون بلا تأمل بأن كان لا يظهر اللون منه دائما، أو يظهر منه بعد التأمل، لكن الستر بهذا مكروه وتعاد الصلاة فيه في الوقت. انتهى
وعلى ما ذكر من التفصيل ينبني جواب سؤالك، فإن كان قصدك هو الاحتمال الذي أوردناه أولا فإنه لا شيء في الصلاة بمثل تلك الثياب، بل مثل هذا السؤال يعتبر وسوسة ينبغي الابتعاد عنها، وإن كان الاحتمال الثاني فقد علمت الحكم فيه.
والله أعلم.