عنوان الفتوى : الحكمة من جلوس الكلب بالباب وعدم دخوله مع أصحاب الكهف
هل دخل كلب أصحاب الكهف معهم إلى الكهف أم لم يدخل؟ وإذا كان لم يدخل معهم الى الكهف بل بقي عند باب الكهف فلماذا لم يدخل هل لأن الملائكة لا تدخل مكانا يوجد فيه كلب أم ماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخبر الله تعالى عن كلب أصحاب الكهف بقوله :وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ . والوصيد هو الفناء أو الباب, فدل على أن الكلب لم يدخل معهم إلى كهفهم , وقد أبدى بعض العلماء في ذلك حكمة وهي ما ذكر من أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله . قوله تعالى: وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد. {الكهف : 18}. قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة : الوصيد الفناء , وقال ابن عباس : بالباب . وقيل : بالصعيد وهو التراب , والصحيح أنه بالفناء وهو الباب , ومنه قوله تعالى : إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ {الهمزة:8}. أي مطبقة مغلقة , ويقال : وصيد وأصيد, ربض كلبهم على الباب كما جرت به عادة الكلاب , قال ابن جريح : يحرس عليهم الباب , وهذا سجيته وطبيعته حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم , وكان جلوسه خارج الباب , لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب , كما ورد في الصحيح ولا صورة ولا جنب ولا كافر , كما ورد به الحديث الحسن , وشملت كلبهم بركتهم فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال , وهذا فائدة صحبة الأخيار , فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن . انتهى .
والله أعلم.