عنوان الفتوى : ليس من العقوق رفض البنت من لا ترغبه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم..أنا فتاة في العشرين من عمري أحب شابا ملتزما يخاف الله وهو يحبني ويرغب في الزواج مني مع أنني مخطوبة من شخص قريبي وهو ابن عمي وبيننا صلة نسب وقد تمت الخطبة بدون وعي مني وأنا نادمة ولا أريد الزواج منه لكن أبي وأهلي يمانعون فكرة فسخ الخطوبة ويقولون إن هذا عار المهم إني أرغب في الزواج من الشاب الملتزم وقد فاتحت أختي الكبرى بالموضوع لكنها مانعت بشدة وقالت أنه قد يحدث مكروه لأبي إذا علم بالأمر وقد أرقني هذا كثيراً فأرجوكم أن تفتوني في أمري فأنا لا أريد الشخص الذي خطبني مع العلم بأنه يكبرني بخمسة عشر سنة تقريبا وليس بيني وبينه أي إنسجام ولا توافق في التفكير وأنا من قرية في ليبيا لا تزوج بناتها إلا من أبناء عمومتهن وغير ذلك يعتبر عارا. راجعت الفتاوى: 998/22867 وجزاكم الله خير الجزاء.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالحل هو أن تصبري وتقبلي بالزواج من ابن عمك، وعسى الله أن يجعل بينك وبينه بعد الزواج من الحب والمودة ما لا تتوقعينه الآن، لأن الله تعالى يقول: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21].
ويقول سبحانه: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء:19].
وقبولك له مشروط بأن يكون مرضيا في دينه وخلقه، وأما إن كان بخلاف ذلك فلا تقبليه، ولا تطيعي والدك في الزواج به، ولا يحق له إرغامك على الزواج به على القول الراجح من أقوال العلماء، لما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن جارية بكراً أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم.
فدل هذا الحديث على أنه ليس للأب إجبار ابنته على نكاح من لا ترغب فيه، ودل على أن رفض البنت لذلك لا يعد عقوقاً لوالدها.
فينبغي لك النظر في الأوفق والأصلح لك.
والله أعلم.