عنوان الفتوى : ندم عائشة أم المؤمنين على مسيرها يوم الجمل
تحاججت أنا ورجل وقال فيما قال عن رواية مرتضى الزبيدي وهي: روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء ـ 10ـ 333: عن الشعبي قال: حضرت عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فإني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده، ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر ـ يستدل بها عن أن أم المؤمنين أحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحدث الذي كانت تتأسف عليه عائشة الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ هو خروجها في موقعة الجمل، جاء في تفسير البحر المحيط عند تفسيره لقوله سبحانه: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ـ وكانت عائشة إذا قرأت هذه الآية بكت حتى تبل خمارها، تتذكر خروجها أيام الجمل تطلب بدم عثمان. انتهى.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورها يوم الجمل، وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ. انتهى.
وفي فتح الباري لابن حجر: قال عمار بن ياسر لعائشة لما فرغوا من الجمل ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد إليكم ـ يشير إلى قوله تعالى: وقرن في بيوتكن ـ فقالت: أبو اليقظان، قال: نعم، قالت: والله إنك ما علمت لقوال بالحق، قال: الحمد لله الذي قضى لي على لسانك. انتهى.
أما بخصوص هذا الأثر المذكور: فقد ذكره الذهبي في السير وذكر في البطاقات الكبرى بدون ذكر القميص وقال الذهبي: تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير كما اجتهد طلحة والزبير وجماعة من الكبار ـ رضي الله عن الجميع.
ولم نطلع من خلال المصادر المتوفرة لدينا على من حكم عليه بصحة، أو وضع.
والله أعلم.