عنوان الفتوى : حكم الصلاة على السجاد المحتوي على صور
السلام عليكم وأعانكم الله.لدي سجَادة عليها صورة طائر وسجادة ثانية عليها صورة الكعبة الشريفة,فهل يجوز الصلاة عليهما شكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيحرم تصوير ذوات الأرواح من إنسان وحيوان وطير، لأدلة كثيرة سبق بيانها في الفتوى رقم:
13282 وينبغي للمصلي أن يتحرى بصلاته مكاناً خالياً من التصاوير، لما ثبت من أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة. متفق عليه.
وقد صرح فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية بكراهة الصلاة على بساط فيه صورة، واتفقوا على الكراهة إذا كانت الصورة في القبلة، لأنه يشبه سجود الكفار لأصنامهم.
وأما ما رسم عليه صورة الكعبة فلا حرج في الصلاة عليه، إلا أن تكثر ألوانه وزخارفه فيكره، لما فيه من شغل الفكر وإذهاب الخشوع، لما في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي
قال النووي رحمه الله: (فيه الحث على حضور القلب في الصلاة وتدبر ما ذكرناه، ومنع النظر إلى ما يشغل، وإزالة ما يخاف اشتغال القلب به، وكراهية تزويق محراب المسجد، وحائطه ونقشه، وغير ذلك من الشاغلات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل العلة في إزالة الخميصة هذا المعنى.
والله أعلم.