عنوان الفتوى : حكم استخدام الأخطبوط للتعرف على نتائج المباريات
الكل سمع عن الأخطبوط الذي سمي بالعراف ـ بول ـ وكيف أن أعداء الله وأعداء الملة يبثون السحر والدجل والشعوذة والكهنة، ليضلوا الناس عن طريق الحق والهدى، والعجيب في الأمر وهي الطامة الكبرى أن المسلمين أعجبوا بهذا الحيوان وكأنهم يصدقون نبوؤاته بأن فريقا سيفوز وفريقا سينهزم وأغروا المسلمين بذلك، بل إن الأمر وصل حده حين استعملوه في دورة الخليج القائمة في اليمن وأنه تنبأ بأن اليمن هي التي ستأخذ الكأس، ولكن الله خالف أمرهم وأظهر لهم عجز هذا الحيوان وقد هلك هذا الحيوان فلماذا لم ينبئهم بموته؟ رأيت أن أطرح هذا الأمر لكونه حديث الناس فأرجوا أن تبينو للناس خطورة هذا ومافيه من إشراك بالله تعالى، إذ لا يعلم الغيب إلا الله، وآسف للإطالة ولكن رأيت أن توضيح هذا الأمر للناس أمر مهم. وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد استأثرالله جل جلاله وحده بعلم الغيب، قال سبحانه: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ { النمل:65}.
وما سيقع في المستقبل من أحداث هو من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، فمن ادعى شيئا من ذلك كان كافرا، لأنه نازع الله فيما يختص به, ومن صدقه في ذلك فهو مثله، قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير، أو تطير له, أو تكهن له, أو سحر، أو سحر له, ومن عقد عقدة, أو قال عقد عقدة, ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه البزار.
وهذا الذي يفعله هؤلاء الدجالون المضلون مع هذا الأخطبوط المسمى بـ: بول ـ إنما هو من قبيل الطيرة والعيافة وهذا شبيه بما كانت تفعله العرب في جاهليتها وجاء الاسلام بالنهي عنه، ففي الحديث الذي رواه أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك. صححه الألباني.
وفي الحديث الذي خرجه أبو داود: العيافة والطيرة والطرق من الجبت.
قال ابن باز ـ رحمه الله: فالعيافة زجر الطير فيزجرون الطيور ويزعمون أنها تدل على شيء فيتشاءمون بها تارة ويتيمنون بها تارة أخرى وهذا من جهلهم وضلالهم، فهذه الطيور مخلوقة وهي في تدبير الله عزوجل فالعيافة من عاف الطير إذا تشاءم بها وتيامن بها. انتهى.
وفي القول المفيد على كتاب التوحيد: ووجه كون العيافة من السحر أن العيافة يستند فيها الإنسان إلى أمر لا حقيقة له: فماذا يعني كون الطائر يذهب يمينا، أو شمالا، أو أماما، أو خلفا؟ فهذا لا أصل له, وليس بسبب شرعي ولا حسي, فإذا اعتمد الإنسان على ذلك, فقد اعتمد على أمر خفي لا حقيقة له, وهذا سحر. انتهى .
والله أعلم.