عنوان الفتوى : النوم على السرير لا يقاس بالنوم على السطح

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

قرأت حديثا معناه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن النوم على السطوح التي لا يوجد فيها ما يمنع السقوط، فهل يشمل هذا النهي الأسرّة أم لا؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد رهب النبي صلى الله عليه وسلم من النوم على السطح، كما في الحديث: من بات على ظهر بيت ليس عليه حجاب فقد برئت منه الذمة. رواه البخاري في الأدب، وأبو داود، وصححه الألباني.

ولكنه لا يمكن أن يقاس السرير على السطح، لأن السرير المرتفع كان معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل صلى الله عليه وسلم في ساعة أن يأتيه فجاءت تلك الساعة ولم يأته قالت وكان بيده عصا فطرحها من يده وهو يقول ما يخلف الله وعده ولا رسله، ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال متى دخل هذا الكلب؟ فقلت: والله ما دريت فأمر به فأخرج فجاءه جبريل صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدتني فجلست لك ولم تأتني فقال منعني الكلب الذي كان في بيتك، إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة. رواه مسلم.

وقد روى ابن ماجه عن زينب ـ زوجة عبد الله بن مسعود ـ قالت: كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة وكان لنا سرير طويل القوائم وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت فدخل يوما فلما سمعت صوته احتجبت منه فجاء فجلس إلى جانبي فمسني فوجد مس خيط، فقال: ما هذا؟ فقلت: رقي لي فيه من الحمرة فجذبه وقطعه فرمى به وقال لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. والحديث صححه الألباني.

وقال ابن القيم في زاد المعاد في هدي خير العباد في معرض الكلام على أثاث النبي صلى الله عليه وسلم: وكانت له قصعة تسمى: الغراء، لها أربع حلق، يحملها أربعة رجال بينهم، وصاع، ومد، وقطيفة، وسرير قوائمه من ساج، أهداه له أسعد بن زرارة، وفراش من أدم حشوه ليف، وهذه الجملة قد رويت متفرقة في أحاديث. اهـ.

وقال ـ أيضا: فصل في هديه وسيرته صلى الله عليه وسلم في نومه وانتباهه: كان ينام على الفراش تارة وعلى النطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة. اهـ.

والله أعلم.