عنوان الفتوى : ظاهره إنكار وجود الشيطان
يقول بعض المؤلفين: إن الشيطان قوة في الإنسان نزاعة للشر، وأن القوة الشريرة في الإنسان هي التي يمثلها الشيطان وهو عبارة عنها، فهل هذا القول صحيح وما حكم اعتقاده؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا القول يوحي ظاهره إنكار وجود الشيطان لا سيما جملة (وهو عبارة عنها) وإنكار الشيطان هو مذهب الملاحدة من الفلاسفة ومن وافقهم من العقلانيين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنما هو من أقوال الملاحدة المتفلسفة الذين يجعلون الملائكة قوى النفس الصالحة، والشياطين قوى النفس الخبيثة.. ويجعلون سجود الملائكة طاعة القوى للعقل، وامتناع الشياطين عصيان القوى الخبيثة للعقل، ونحو ذلك من المقالات التي يقولها أصحاب (رسائل إخوان الصفا) وأمثالهم من القرامطة الباطنية، ومن سلك سبيلهم من ضلال المتكلمة والمتعبدة. انتهى.
وقال الشيخ وليد السعيدان في رسالته الإجماع العقدي: أجمع أهل العلم على بطلان قول الفلاسفة من أن الملائكة لا حقيقة لها، وإنما هي عبارة عن قوى الخير، كما أن الشياطين لا حقيقة لها، وإنما هي عبارة عن قوى الشر، وهذا القول كفر وضلال وبهتان وجناية على الشرع. انتهى.
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد: بعض الناس اليوم ينكر وجود الجن، وإنكار وجود الجن كفر وخروج من الإسلام، لأنه أمر تواترت عليه كتب الله، وكذلك جاءت به آثار الرسل. انتهى.
والله أعلم.