عنوان الفتوى : جواب شبهة حول إحياء عيسى الموتي
ما هو أنسب رد على النصراني الذي يقول إن معجزات المسيح تدل على أنه الله لأنه كان ينفخ في الطين فيكون حيا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إحياء نبي الله تعالى عيسى عليه الصلاة والسلام للموتى لم يكن بقدرته وإنما بقدرة الله وإذنه، كما قال تعالى مخبرا عن عيسى نفسه: وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ {آل عمران:49}
وأخبر الله تعالى بامتنانه عليه بذلك في قوله: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ {المائدة:110}
فالمحيي الحقيقي هو الله عز وجل، وإنما من عيسى النفخ كما قال الله تعالى عنه: فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ {آل عمران: 49}
ثم إن بعض هذا المعجزات لم يكن خاصا بعيسى فقد أيد الله بها غيره، فقد أحيا الله بعض الأموات لموسى كما في قصة البقرة، ولا يدعي أتباعه ربوبيته.
والله أعلم.