عنوان الفتوى : خطورة التعرض للفتن
أريد استخراج كريديت كارد خاص بالانترنت، وهو كارت للتعامل عبر الانترنت تستطيع من خلاله شراء المنتجات واستقبال الأموال مقابل الخدمات. توجد أكثر من طريقة لاستخراج الكارت، ولكن معظمها بتكاليف غالية جداً، ولكني سمعت عن موقع تستطيع استخراج هذا الكارت منه مجاناً، ولكن الموقع موقع للدردشة والتعارف والعياذ بالله، والله ترددت كثيرا في طرحه عليكم ويمكنني استخراج الكارت عن طريق نشر هذا الموقع والتسجيل فيه، فكلما سجل شخص احتسبت لي نقطة، وأيضا أستلم في حسابى مبلغا نقديا عن كل شخص يسجل عن طريقى، ولكن الموقع للدردشة والتعارف ( وللأسف يعرض صور نساء غير محتشمات وهو موقع أصلا للتعارف والعلاقات غير الشرعية بين النساء والرجال، وأخشى أنني أنشر به الفساد في أوساط المسلمين، لذا قررت أن أعرض التسجيل على فئة معينة أرى بأنها تقية وتخاف الله تعالى ولن تقوم بالتعامل مع الموقع، وستكتفي بالتسجيل والتفعيل لا غير، سأطلب من الأشخاص الأتقياء والكرماء الذين يخافون الله فقط والذين يريدون استخراج هذا الكارت أن يسجلوا حتى يساعدوني وسأشرح لهم طريقة استخراج الكارت والتعامل مع الموقع حتى يستفيدوا منه، والله لن أسامح أي شخص يسجل في الموقع ويستعمله فيما لا يرضى الله، وستكون طريقة طلبي منهم الأمر كالتالي بعد توضيح ما هو الموقع أصلا ومحتواه أخي الكريم أختي الكريمة قبل أن يسجل أي أحد منكم عليه أن يلتزم بهذه الشروط والوعود: هذه الوعود سآخذها منكم أمام الله شرط أن لا تخلفوها أستحلفكم بالله العلي العظيم أن: 1- أن تكتفوا بالتسجيل في الموقع وتفعيل الحساب الخاص بكم عن طريق بريدي الإلكتروني الخاص بكم. 2- أن لا تستعملوا هذا الموقع أبدا مادمتم أ حياء ترزقون. 3-أن لا تساهموا في نشر هذا الموقع بين الناس بأي طريقة غير لمساعدتهم على الاستفادة من استخراج الكارت. 4-أن تمسح كل الرسائل التي يرسلها لك الموقع وأن لا تدخل إلى حسابك فيه بعد تفعيله. والله أنا حريص على أن لا نرتكب المعاصي من خلال مواقع الدردشة أو المواقع الإباحية أنا لا أستعمل هذا الموقع أبدا ولن أستعمله وإنما فرض علي أن انشره هو بالتحديد ولا تنسى هذه الجملة " الدردشة والتخاطب والشات محرمة واتخاذ الأخدان أي الأصدقاء(الصداقة) بين الرجل والمرأة محرمة بآية صريحة من عند الله العلي الجبار" ما حكم استخدام هذا الموقع لاستخراج الكارت فقط ؟ ما حكم أخذ الأموال التي ترسل لي عن طريق الموقع ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الواضح أن هذه المصلحة المادية التي يريد السائل تحقيقها ليست بضرورة، فلا يباح لأجلها أمر محظور. ثم إنه من القواعد المقررة عند أهل العلم أن: درء المفاسد مقدم على جلب المنافع. وكذلك قاعدة سد الذرائع إلى المحرمات، وراجع في بيان معناها الفتويين: 62533 ، 51407.
ولا يخفى كذلك خطورة تعريض من فيهم صلاح واستقامة لمثل هذه المواقع المفسدة، فإن المرء لا يأمن على نفسه فضلا عن غيره، إن عرضها للفتن، والسلامة لا يعدلها شيء.
قال ابن بطال في (شرح صحيح البخاري): قد علمنا رسول الله أن التعرض للفتن مما لا ينبغي، فإن الاحتراس منها أحزم. اهـ.
وقال ابن حجر في (الفتح): المرء مأمور بأن لا يتعرض للفتن وإلزام نفسه ما لعله لا يقوى عليه. اهـ.
وقد شدد الشرع وكرر في بيان خطر الفتنة بالنساء، فهي أول ما بُدئ به من الشهوات في قوله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ {آل عمران: 14}
قال ابن كثير: بدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد. اهـ.
وقال أبو حيان: بدأ بالنساء لأنهنّ حبائل الشيطان وأقرب وأكثر امتزاجاً "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكنّ" اهـ.
وقد سبق لنا بيان التحذير النبوي البليغ من فتنة النساء في الفتوى رقم: 35047.
وعلى ذلك فلا يجوز للسائل استخدام مثل هذا الموقع لاستخراج (الكارد). ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 74667.
والله أعلم.