عنوان الفتوى : الاستهزاء بشرائع الدين يؤدي إلى الكفر
أحد أقاربي يستهزئ بي، فمرة رآني أحفظ: قال لي: حاجّـة. قاصدا السخرية مني. ولا يدري بحكم ذلك.فما حكمه؟ وما حكم الحديث معه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسخرية والاستهزاء ليست من أخلاق المؤمنين، وقد دل الشرع على تحريمهما كما بيناه في الفتوى رقم: 35551 ودل القرآن أيضا على أنه لا يستهزئ إلا جاهل، فقد قيل لموسى عليه السلام لما أمر بذبح البقرة: ... أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ .
قال السعدي في تفسير هذه الآية : فإن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه، وهو الذي يستهزئ بالناس، وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل، استهزاؤه بمن هو آدمي مثله .. اهـ .
ويزداد الذنب قبحا إذا وقع الاستهزاء بشيء من شرائع الدين، فإنه يؤدي بصاحبه إلى الكفر والعياذ بالله كما بيناه في الفتوى رقم: 42714بعنوان: ( خطورة الاستهزاء بشعائر الإسلام ).
ولكن قول قريبك ( يا حاجة ) لا نرى أنه داخل في الاستهزاء بالدين، وربما كان من باب المزاح، وعلى كل فينبغي نصح ذلك القريب برفق ولين، وإن كان أجنبيا عنك فإن المزاح مع الأجنبية يعتبر من دواعي الفتنة والشر، والحديث معه حينئذ يتعين أن يكون وفق الضوابط الشرعية. وانظري الفتوى رقم: 93537عن المزاح مع الأجنبية، والفتوى رقم: 1244400عن التحدث مع الأجنبية لغير حاجة.
والله أعلم.