عنوان الفتوى : الفرق بين الأدعية المطلقة والمقيدة
شيخنا الفاضل: ما حكم جواز نشر أدعية يقوم الشخص بتأليفها ثم يقوم بنشرها في المنتديات حتى وإن لم تكن فيها ألفاظ مخالفة للعقيدة؟ حيث انتشر في الفترة الحالية كثير من الأدعية غالبها مخالف للعقيدة، والبعض منها لا يوجد به ما يخالف العقيدة، لكن شخصا ألف هذا الدعاء ونشره في المنتديات، وينتشر الدعاء بهذه الطريقة ولو تناقشنا معه على أن الأدعية المأثورة أفضل، رد علينا بأنه يجوز لأي شخص أن يدعو بما شاء وكيف شاء. فأفيدونا أفادكم الله، خصوصا في موضوع نشر مثل هذه الأدعية وعمل الناس بما جاء فيها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما أذن فيه الشرع أن يتخير المسلم من الدعاء أعجبه إليه، حتى ولو لم يكن ثابتا بلفظه في السنة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله عز وجل. رواه البخاري والنسائي، واللفظ له.
فلا بأس بالدعاء بكل ما صح معناه ولم يكن فيه مخالفة شرعية، وراجع الفتويين رقم: 128899، ورقم: 130265.
ولكن ما كان من هذا القبيل من الدعاء المطلق لا يجوز تقييده بزمان أو حال أو مكان أو عدد، أو دعوة الناس إلى المواظبة عليه واتخاذه سنة راتبة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 132875.
ومع ذلك، فلابد من التنبيه على أن الأفضل للمرء بلا ريب أن يلتمس أدعية القرآن والسنة، ففيها الخير والبركة والكفاية، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول السيدة عائشة ـ رضي الله عنها: يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني.
قال العظيم آبادي: أي الجامعة لخير الدنيا والآخرة، وهي ما كان لفظه قليلا ومعناه كثيرا، كما في قوله تعالى: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة. اهـ
وقال علي القاري: وهي التي تجمع الأغراض الصالحة أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة، ويدع ما سوى ذلك: أي مما لا يكون جامعا بأن يكون خالصا بطلب أمور جزئية: كارزقني زوجة حسنة, فإن الأولى والأحرى منه ارزقني الراحة في الدنيا والآخرة، فإنه يعمها وغيرها. اهـ.
والله أعلم.