الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصواب أن خلافة السبط السيد: الحسن بن علي رضي الله عنهما، كانت خلافة راشدة أو خلافة نبوة، رغم قصر مدتها، وهي تمام المدة التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلافة النبوة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء. رواه أبو داود والترمذي وأحمد، وصححه الألباني.

 قال ابن كثير في (البداية والنهاية): إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليما اهـ.

وبنحو ذلك علق ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية.

 وقال ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) في باب خلافة الحسن وفضائله: هو آخر الخلفاء الراشدين بنص جده، ولي الخلافة بعد قتل أبيه بمبايعة أهل الكوفة، فأقام بها ستة أشهر وأياما خليفة حق وإمام عدل وصدق؛ تحقيقا لما أخبر به جده الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة". فإن تلك الستة الأشهر هي المكملة لتلك الثلاثين، فكانت خلافته منصوصا عليها، وقام عليها إجماع من ذكر، فلا مرية في حقيتها هـ. وراجع الفتوى رقم: 42242.

 ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على مبحث خلافة الحسن بن علي من كتاب (عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام) للشيخ ناصر بن علي عائض.

وبهذا يعرف لماذا لا تسمى فترة خلافة معاوية رضي الله عنه ومن بعده: خلافة راشدة أو خلافة نبوة، رغم عدالتها وفضلها، لما شابها من الملك، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتويين: 97411، 52235. 

والله أعلم.