عنوان الفتوى : صاحب العمل يمنعه من شهود الجمعة فهل يأثم بتركها
في البداية أبلغ سلامي إلى الشيخ عائض القرني وأقول له بارك الله فيك وفي برنامجك. السلام عليكم. وكذلك لشيخنا عبد العزيز لبرنامجيه. مشكلات من الحياة. سؤالي: أنا وأعوذ بالله من قول أنا شاب أعيش في بلاد الأندلس، أصلي صلوات والحمد الله، لكن صلاة الجمعة لا أصليها في المسجد إلا إذا صادف يوم الجمعة عطلة من عطلهم، تكلمت مع رب العمل لكنه رفض أن اذهب لصلاتها؛ لأن وقتها يأتي وقت العمل، مع العلم أن المسجد يبعد عني بسبعين كيلومترا. فكرت في ترك هذا العمل لكن مع ظروف الأزمة الاقتصادية يصعب أن أجد عملا حاليا. هل أخرج من هذا العمل وأتوكل على من إذا أراد شيئا يقول له كن فيكن .أم أبقى في هذا العمل؟ مع علمكم أنه يأتي يوم الجمعة أبكي وأبكي على أني لن أذهب لصلاتها. أجيبوني فأنتم نجوم نهتدي بها في الليل، ووفاكم الله أجوركم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت مقيما خارج البلدة التي تقام فيها الجمعة- وكانت هذه المسافة بينك وبينها - فإن الجمعة لا تلزمك لأنها لا تلزم إلا من كان مقيما بداخل البلد، أو كان مقيما خارجها ولكنه يسمع النداء كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 116733.
وأما إذا كنت مقيما داخل بلد لا تقام فيه الجمعة، وكان في هذا البلد عدد من المسلمين المستوطنين فعليكم أن تقيموا الجمعة في بلدكم لوجوبها عليكم، وإن كان في العدد الذي تنعقد به الجمعة خلاف معروف بين العلماء، وانظر لمعرفته الفتوى رقم: 107604.
وأما إذا كانت الجمعة تقام في البلد الذي أنت فيه، فإن الأصل هو أنه يلزمك شهودها، ولكن قد يرخص لك في ترك الجمعة، ولا يكون عليك إثم إذا كان لك عذر يبيح ترك الجمعة، وقد بينا حكم ترك الجمعة لأجل العمل ومتى يجوز ومتى يمنع فانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 125613.
فإن كنت ممن يرخص لهم في ترك الجمعة لكونك مستأجرا على حفظ مال يخشى فساده أو منعك المستأجر من شهود الجمعة، وكانت بك حاجة إلى هذا العمل فلا حرج عليك إن شاء الله من الاستمرار فيه، وإن استطعت أن تبحث عن عمل آخر تتمكن فيه من شهود الجمعة فافعل.
والله أعلم.