الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمسلم مأمور بالعدل على كل حال، ومع أي إنسان، حتى ولو كان مبتدعا بل ولو كان كافرا، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا. {المائدة: 8}. قال السعدي: وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ أي: لا يحملنكم بغض قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم، فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، ولو كان كافرا أو مبتدعا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق. اهـ.

وقد أمر الله تعالى بالتثبت في تلقي الأخبار، أيا كان مصدرها، فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ. {الحجرات: 6}. وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بني المصطلق، فلما سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق خاف فرجع فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي...

وإذا وجب تحري العدل والتثبت لم يجز نشر ما يفتقر إلى الدليل والبرهان، من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وصحيح الأخبار ووقائع التاريخ، خاصة مع المخالفين للسنة، لأن ذلك مدعاة لرد الحق والشك فيه والنفور منه والرغبة عنه.

ولذلك نقول: إنه لا يجوز للمشرف المسؤول عن منتدى أو غيره إبقاء مثل هذه المشاركات الخالية من الدليل العلمي في مثل هذه المسائل الشائكة، وعليهم أن يستبدلوا بها ما كان مدعما بالدليل ومؤيدا بالبرهان.

والله أعلم.