عنوان الفتوى : الحزن والضيق عند المصيبة هل ينافي الصبر
هل الحزن والضيق عند المصيبة دون تسخط قلبي ينافي الصبر ونأثم عليه ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحصول الحزن والضيق دون تسخط القلب، لا ينافي مرتبة الرضا فضلا عن مرتبة الصبر، وإن أشكل هذا على بعض الناس، فقد أزال ابن القيم رحمه الله هذا الإشكال فقال: إن قيل: فكيف يجتمع الرضا بالقضاء بالمصائب مع شدة الكراهة والنفرة منها؟ وكيف يكلف العبد أن يرضى بما هو مؤلم له وهو كاره له، والألم يقتضي الكراهة والبغض المضاد للرضا، واجتماع الضدين محال؟! قيل: الشيء قد يكون محبوبا مرضيا من جهة ومكروها من جهة أخرى، كشرب الدواء النافع الكريه، فإن المريض يرضى به مع شدة كراهته له، وكصوم اليوم الشديد الحر فإن الصائم يرضى به مع شدة كراهته له، وكالجهاد للأعداء، قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) فالمجاهد المخلص يعلم أن القتال خير له فرضي به وهو يكرهه لما فيه من التعرض لإتلاف النفس وألمها ومفارقة المحبوب، ومتى قوي الرضا بالشيء وتمكن انقلبت كراهته محبة، وإن لم يخل من الألم، فالألم بالشيء لا ينافي الرضا به، وكراهته من وجه لا ينافي محبته وإرادته والرضا به من وجه آخر. اهـ.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 70891.
والله أعلم.