عنوان الفتوى : الإسلام دين جميع الأنبياء والمرسلين
هل قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كان فيه دين اسمه إسلام؟ أو كان فيه مسلمون؟ وما حكم الذين ماتوا في الجاهلية قبل أن يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإسلام: هو الاستسلام والانقياد لله تعالى وعبادته وحده لا شريك له بما أوحى به من شرع على أنبيائه بداية بآدم عليه السلام وانتهاء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ ولذلك قال الله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ { آل عمران:19}. وقال تعالى: قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ { البقرة:136}.
وقال تعالى: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَاريِينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدُوا بَأَنَّنَا مُسْلِمُونَ{ المائدة:111}.
فالأنبياء كلهم مسلمون وكذلك أتباعهم، فإذا كان قصدك الإسلام بهذا المعنى، فإنه كان موجودا قبل نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يبق عليه في وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلا قلة قليلة، كما جاء في صحيح مسلم وغيره مرفوعا: وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب.
أما إذا كان قصدك المعنى الخاص: فإن نبينا صلى الله عليه وسلم بعث على فترة من الرسل وانقطاع من الوحي وجهالة من الناس، قال ابن كثير في التفسير عند قول الله تعالى: يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل: والمقصود أن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل وطموس من السبل وتغير الأديان وكثرة عبادة الأوثان والنيران والصلبان، فكانت النعمة به أتم النعم، والحاجة إليه أمر عمم، فإن الفساد كان قد عم جميع البلاد، والطغيان والجهل قد ظهر في سائر العباد، إلا ما أشرنا إليه من بقايا أهل الكتاب.
أما من مات قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد اختلف أهل العلم في مصيره، والذي رجحه المحققون هو أن الله تعالى يمتحنهم يوم القيامة بنار يأمرهم باقتحامها، فمن اقتحمها دخل الجنة، ومن امتنع دخل النار.
وانظر تفاصيل ذلك وأدلته في الفتوى: 4723.
والله أعلم.