عنوان الفتوى : مساعدة الصديق لأجل نيل محبته هل يعد رياء
هل الرياء في الأمور الدينية فقط أم في كل شيء. يعني الرياء في الصلاة هذا شيء مفهوم، لكن مثلا في العمل عندما يكون لدي صديق وأنا مبرمج، فأقوم ببرمجة برنامج كمبيوتر ليساعده في عمله، وأنا أفعل هذا لأنه صديقي لأبين له كم أحبه. فهل هذا يدخل في الرياء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الرياء هو أن يعمل العبد العمل الديني أو الدنيوي ليراه الناس يطلب بذلك الجاه والمنزلة في قلوبهم بقصد كسب المال أو الثناء أو الشهرة وانتشار الصيت.
فإن كان في العبادات فهو حرام محبط للعمل فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه. رواه مسلم.
وإن كان في غير العبادات فإنه لا يحرم لمجرد أنه طلب المنزلة في قلوب الناس، فقد قال يوسف عليه السلام: إني حفيظ عليم. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس. رواه مسلم.
ولكنه يحرم إذا حمل صاحبه على ما لا يجوز من الاستعلاء على الناس ورد الحق. ملخصا من مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة
وقد سبق بيان حقيقة الرياء وأنواعه وآثاره في الفتوى رقم: 10992 فنرجو أن تطلع عليها.
وإذا كان ما تفعله من مساعدة صديقك لما ذكرت، فإن هذا عمل خير تشكر عليه وتؤجر- إن شاء الله تعالى- والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، والأعمال بالنيات.
والله أعلم.