عنوان الفتوى : النفقة على الوالدين
ما حكم النفقة على الوالدين؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
حق الوالدين من أعظم الحقوق على الإنسان، ومن البر مواساة الابن لأبيه بالمال، وقديما كان الآباء يتحرجون من الأخذ من أموال الأولاد فجاء هذا النص النبوي “أنت ومالك لأبيك” تطييبا لنفوس الآباء للإباحة وليس للتمليك .
والجواب عن سؤالك وهو هل يجب عليك أن تشتري لوالديك مثلما تشتري لزوجتك وأولادك؟
ولمعرفة الجواب عليك أن تعرف حدود النفقة الواجبة للوالدين فقد نقل ابن المنذر الإجماع على أن نفقة الوالدين الفقيرين اللذين لا كسب لهما ولا مال واجبة في مال الولد، ومعلوم أن النفقة إنما تجب في الأشياء الضرورية التي لا بد منها لقوام الحياة. انتهى .
وعلى هذا فإذا كان الوالدان فقيرين وأنت الذي تنفق عليهما فالنفقة الواجبة لهما تنحصر في الأشياء الضرورية وما زاد على هذه النفقة فهو محض فضل ومن باب البر بهما والإحسان إليهما. ومن ثم فإذا لم يكن بوسعك أن تشتري لوالديك مثلما تشتري لزوجتك فلا حرج عليك وليس هذا عقوقا فالأصل الأصيل في هذا الدين أن الله تعالى قد رفع الحرج عن الناس، فقال تعالى:لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق:7]. وقال:لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].
ويقول فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف -من علماء مصر-:
لا بد من وضع قيود عند العمل بقوله صلى الله عليه وسلم “أنت ومالك لأبيك”، وتتمثل في الآتي:
(1) ما عليه الوالد من التقوى والورع.
(2) الحالة المادية التي عليها هذا الوالد هو ومن يكفلهم.
(3) الحاجة التي يطلب فيها الوالد المال من ولده.
(4) وفي المقابل الحالة الحقيقية التي عليها الولد ومدى سعة ماله، وما هي احتياجاته.
وعلى هذا فإذا كان الولد صاحب رزق واسع، يزيد على حاجته الأساسية هو ومن يكفلهم، وكان والده في حاجة لكي يعيش عيشة هنية، هنا يجب على ولده أن يعينه ويكرمه، حتى لو كان الوالد صاحب قدرة على العمل، ولكنه تقاعس لكي ينفق عليه ولده. أ.هـ
والله أعلم.