عنوان الفتوى : وأن تعتمر خير لك
1-لقد حددت أن أسافر إلى العمرة ولكن الميزانية لم تكفني فهل يجوز أن أسافر إلى بلد أخرى مثل البحرين وأتمنى الرد في أقرب فرصة مع فائق الاحترام جزاكم الله ألف خير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من دخل بالفعل في مناسك الحج أو العمرة بأن أحرم من الميقات بأحد النسكين وجب عليه إتمام ما أحرم به، ولا يجوز له قطعه إلا لعذر معتبر شرعاً، فالله سبحانه وتعالى يقول: (ولا تبطلوا أعمالكم)[محمد:33] ويقول: (وأتموا الحج والعمرة لله)[البقرة:196] وهذا قد انعقد عليه إجماع علماء الأمة، كما قال الشيخ محمد الأمين ابن المختار صاحب أضواء البيان، في كتابه: نثر الورود. أما من لم يدخل في المناسك بالفعل، وإنما كانت لديه نية بأنه سيعتمر وهو ما زال في بلده، ولم تتوفر لديه الإمكانيات اللازمة لذلك، فهذا لا شيء عليه.
وبهذا يعلم أن هذا السائل يجوز له أن يسافر إلى أي جهة أخرى يجوز السفر إليها، وإن كان الأفضل له أن يحاول إتمام ما نقصه من لوازم السفر، وينفذ ما اهتم به من السفر إلى العمرة ليحصل على هذا الأجر العظيم الوارد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" متفق عليه.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "وأن تعتمر خير لك" رواه الترمذي.
ولأن السنة كلها ميقات زماني للعمرة، فأي وقت اكتملت فيه لوازمك وإجراءات سفرك للعمرة يمكنك أن تعتمر فيه، وهذا هو الأفضل لك وننصحك به.
والله أعلم.