عنوان الفتوى : الالتحاق بعمل يؤدي لإخراج الصلاة عن وقتها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب أعمل في شركة وأحافظ على الصلوات في المسجد ومؤخرا وجدت عملا في شركة ثانية وقد اقترح علي صاحب العمل راتبا أكثر من الشركة الأولى بنصف الراتب ـ يعني مرة ونصف ـ لكن المشكلة أن في العمل الجديد احتمال عدم المحافظة على الصلاة في وقتها، وفي نفس الوقت أنا بحاجة للنقود، لأنني مقبل على الزواج والظروف المادية صعبة وأنا مضطر لإيجار مسكن وهذا يذهب بثلث الراتب ولا أستطيع أن أقترض، لأن البنوك التي في بلدي بنوك ربوية، وفي نفس الوقت أريد لزوجتي أن لا تخرج للعمل، لما فيه من اختلاط وضياع للبيت، فأنا في حيرة الآن، وأعلم أن الصلاة أمرها عظيم، والربا من الكبائر، والاختلاط لا يجوز، فما هو الحكم الذي يرضاه الله؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت تعلم أو يغلب على ظنك أنك لن تستطيع الحفاظ على أوقات الصلوات في هذا العمل الثاني فليس لك أن تقدم عليه وابق في عملك الذي أنت فيه، فإن إخراج الصلاة عن وقتها من أكبر الذنوب وأعظم الكبائر ـ والعياذ بالله ـ بل قد عده كثير من أهل العلم من الأمور المخرجة عن ملة الإسلام، واعلم أنك إن تركت هذا العمل لله فإن الله تعالى يعوضك خيرا منه، ومصداق ذلك، ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. حسنه الألباني.

 وعليك بالاجتهاد في الدعاء بأن ييسر الله لك من أسباب الرزق ما تعف به نفسك وتصون به عرضك، واعلم أن طاعة الله والحفاظ على مراضيه من أعظم أسباب زيادة الرزق والبركة فيه، كما قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3،2}.

وإذا كنت طالبا لإعفاف نفسك وصادقا في ذلك، فإن الله تعالى سيعينك، كما في الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم: الناكح يريد العفاف. 

وإذا كنت صادقا في إرادة تجنب هذه المنكرات فجاهد نفسك على تحري الصواب والحق ومجانبة الزور والباطل واعلم أن الله تعالى سيوفقك ويعينك، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.

وفقنا الله وإياك لما فيه مرضاته.

والله أعلم.