عنوان الفتوى : حكم المسابقات التلفزيونية التي يدفع فيها المتصل مالا
ما حكم الدين في المسابقات التلفزيونية والتي تشارك فيها ـ للأسف ـ القنوات الإسلامية؟ وهي أن يقوم ملايين المشاهدين بالاتصال بالرقم: 0900000، أو رقم جوال رباعي، والدقائق مكلفة جداً ويستدرجون المتصل ليتحدث أكثر فيكون دخل القناة ملايين الجنيهات أوالريالات في المسابقة الواحدة، وتتقاسم هذا المال مع شركات الاتصال ثم تختار عدة أشخاص للعمرة ممن شاركوا في المسابقة وتصرف عليهم مبلغاً لا يتجاوز 0.0001 % مما جمعوا، ومعلوماتي أن الجائزة التي يشارك فيها المتسابق بفلس واحد تصبح قمارا أو ميسرا، والمبالغ المتجمعة تصبح سحتاً مؤكداً، والقنوات الأخرى العادية تعلن عن الفائز مثلاً: محمد حسن عبد التواب - مصر الجديدة ـ وهو اسم وهمي ـ وتستأثر بكل المبلغ، علماً بأنني سأعتمد على هذه الفتوى في رفع قضية نصب واحتيال والتربح بطريق غير شرعي وأكل أموال الناس بالباطل، وأطالب بالكشف عن هذه العصابة المنظمة، والتي تشبه عصابات المافيا والتي تسيطر على كل أجهزة الإعلام وتدغدغ أحلام البسطاء والفقراء في الثراء ـ وهم في الأغلب من الطبقات الفقيرة والمتوسطة ـ ولتلك الطريقة توابع، مثل إذا أردت أن تسمن اتصل؟ وإذا أردت أن تنحف اتصل؟ و إذا أردت أن تفضفض بعد منتصف الليل اتصل؟ ولا يخفى على أحد أنها استنزاف لأموال الناس بطريقة نشل أو سرقة تتماشى مع مستحدثات العصر، علماً بأنه يوجد تليفون مجاني يسمى 0800 يمكن للقنوات الإسلامية أن تستخدمه في مسابقاتها وتصرف على الفائزين من مال حلال مثل الجمعيات الخيرية والتبرعات ومن أموال الصدقات، وحتى من ـ التتر ـ المتحرك الذي يستخدمه المشاهدون طواعية ويعرفون أنه لصالح القناة ولدعمها، مع كراهية تقاسم المافيا لذلك الدخل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز الاشتراك في مثل تلك المسابقات ولو كانت تنظمها قنوات ترفع شعار الإسلام، وذلك لأن تلك المسابقات المشتملة على ما ذكرت قمار وميسر حرمه الله تعالى، وجعله قرين شرب الخمر، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90}.
والميسر هو: كل معاملة دائرة بين الغرم والغنم، ولا يدري فيها المعامل، هل يكون غانماً أو غارماً؟ والغانم فيه يغنم في غير مقابل، أو في مقابل ضئيل، وهنا يغرم المشترك ثمن اتصاله الهاتفي على أمل أن يغنم آلافا أو مليوناً، وقد لا يغنم شيئاً، وهذا هو الميسر.
وليتنبه المسلم إلى أن ما يجنيه هؤلاء من قيمة الاتصالات الهاتفية يفوق ما يبذلونه من جوائز، كما ذكرت فهي طريقة ماكرة للربح المحرم، وأكل أموال الناس بالباطل.
وقد بينا أن المسابقات التلفزيونية والإذاعية وغيرها ينظر إليها من زاويتين:
الأولى: المحتوى، إذا كان محتوى المسابقة يتعلق بمسائل نافعة في دين المسلم أو دنياه، فلا مانع من الاشتراك فيها، أما إذا كان المحتوى فاسدا كأسئلة ما يعرف بالفن والفنانين وما دار في فلكهم، فلا يجوز للمسلم الاشتراك فيها، لما في ذلك من القول الباطل وتكثير سواد أهل الفساد وترويج سوقهم.
الثانية: على فرض أن المحتوى نافع فيشترط لجواز الاشتراك وأخذ الجائزة أن تكون تكلفة الاتصال هي التكلفة العادية ـ سواء كان الاتصال بالتلفزيون مباشرة، أو بشركة الاتصال الراعية لذلك ـ وراجع للمزيد الفتوى رقم: 33357.
والله أعلم.