عنوان الفتوى : الاستغفار بعدد معين
لقد قرأت في كثير من المواقع عن فوائد ذكر الاستغفار 1000 مرة في اليوم. ما تعليقكم على هذا العدد بالذات؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا بيان معنى الاستغفار وفضيلته وصيغه، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 24902 ، 51755 ، 104636.
وأما العدد المذكور في السؤال فلم نقف على شيء من السنة في فضله أو استحبابه، وقد روي موقوفا ما هو أكبر منه، فروى أبو نعيم في حلية الأولياء أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة.
وذكر ذلك في ترجمة أبي هريرة جماعة من أهل العلم، منهم ابن كثير في البداية والنهاية، والذهبي في تذكرة الحفاظ. وذكره كذلك ابن رجب في جامع العلوم والحكم.
وقال ابن القيم في شفاء العليل: في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. ولما سمع أبو هريرة هذا من النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ما رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد عنه: إني لأستغفر الله في اليوم والليلة اثني عشر ألف مرة بقدر ديتي. ثم ساقه من طريق آخر وقال: بقدر ذنبه. اهـ.
والأصل أن ما جاء من أنواع الذكر مطلقا دون تقييد بعدد معين لا يشرع فيه التزام عدد معين؛ لما في ذلك من مضاهاة الشرع وإحداث صفة في العبادة لم ترد. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 51760.
فيستحب الإكثار من الاستغفار مهما أمكن دون تعيين عدد معين، فإن عيَّن العبد عددا معينا كورد له فلا بأس بذلك لفعل أبي هريرة، شريطة أن لا يعتقد أي فضيلة لهذا العدد الذي لم يرد في السنة، وكذلك أن لا يعتقد أن المداومة على هذا العدد سنة راتبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يفعل ذلك من باب ضبط الوقت وتعويد النفس والمواظبة على العمل الصالح. كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 61655.
والله أعلم.