عنوان الفتوى : من صيغ الاستغفار المأثورة
ما الفرق بين الصيغ الآتية للاستغفار (أستغفر الله- استغفر الله العظيم هو التواب الرحيم- أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه- أستغفر الله العظيم من كل ذنب- (سيد الاستغفار)، هل كلها صيغ صحيحة وتعتبر استغفاراً؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الصيغ المذكورة قد ورد منها البعض عن النبي صلى الله عليه وسلم والبعض منها لم يرد، فمما ورد عنه صلى الله عليه وسلم صيغة أستغفر الله فقد صح عنه: أنه كان إذا انصرف من صلاته قال أستغفر الله ثلاثا.ً رواه مسلم.
وكذلك أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ففي سنن أبي داود عن بلال بن يسار قال حدثني أبي عن جدي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فارا من الزحف. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وأما سيد الاستغفار فهو حديث صحيح رواه البخاري في باب الدعوات من كتابه الجامع الصحيح ولفظه: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلى أنت، ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.
وأما باقي الصيغ فلم نطلع عليها كحديث بذلك اللفظ مأثور، ولكنه يؤدي معنى طلب المغفرة من الله تعالى وإن كان الاقتصار على الوارد أفضل، وأما الفرق بين الصيغ، فإنه واضح من جهة كثرة الجمل وزيادة أسماء الله وصفاته خصوصا في سيد الاستغفار، وأما من جهة الأجر فمرد ذلك إلى الله تعالى، وقد ورد في بعضها ثواب مخصوص كما رأيت، وبعضها يمتاز عن البعض بزيادة أسماء الله وصفاته والتوكل عليه والتسليم له وغير ذلك مما هو في سيد الاستغفار، وقد يكون الأجر بحسب ذلك.
والله أعلم.