عنوان الفتوى : حكم العمل الذي تفوت به الجماعة
أنا أقوم بإيصال معلمات إلى المدرسة، ويكون خروجهن في وقت صلاة الظهر. ما حكم تأخير الصلاة إلى أن أصل إلى البيت؟ وما هو الأفضل في هذه الحالة؟ والله يحفظكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلاة الجماعة واجبةٌ على الأعيان في أرجح أقوال أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 80800.
والذي ننصحك به هو أن تحرص على توصيل هؤلاء المعلمات في وقت لا تفوتك فيه الجماعة، كأن تُعجل توصيلهن شيئا، أو تؤخره شيئا، فإذا لم يمكنك ذلك فاحرص على تحري مسجد تؤخَر فيه صلاة الجماعة لئلا تفوتك فضيلتها، فإن لم يمكنك ذلك، فاحرص على صلاة الجماعة، ولو في بيتك مع بعض أهلك، فإن الفرض يتأدى بذلك عند جمهور الموجبين للجماعة، وانظر الفتوى رقم: 101908.
فإذا كان تأخيرك للصلاة، لا تفوتك به الجماعة، فلا حرج عليك فيه إن شاء الله، وإن كان الأولى والأفضل أن تحرص ما أمكنك على فعل الصلاة في أول وقتها في جماعة في المسجد ما وجدت السبيل إلى ذلك.
وأما إذا كانت الجماعةُ تفوتك بالكلية بسبب توصيل هؤلاء المعلمات، فإن كنت بحاجة إلى هذا العمل، ولا تستطيع تركه، فلا حرج عليك في الاستمرار فيه ما دمت تؤدي الصلاة في الوقت، وقد اختلف فقهاء الحنابلة الموجبون للجماعة، في حكم إنشاء العقد الذي تفوت به الجماعة إذا لم يتضيق الوقت، قال في الإنصاف: السادس: ظاهر تقييده بالجمعة صحة البيع بعد نداء غيرها من الصلوات من غير تحريم فشمل صورتين إحداهما: إذا لم يتضيق الوقت فالصحيح من المذهب أن لا يحرم وعليه الأصحاب، وقيل يحرم وهو احتمال لابن عقيل. قلت: ويحتمل أن يحرم إذا فاتته الجماعة بذلك وتعذر عليه جماعة أخرى حيث قلنا بوجوبها.انتهى.
وهذا في العقد بعد دخول الوقت فكيف إذا كان قبل دخول الوقت، وعلى هذا فالأحوطُ والأولى إذا لم تكن بك حاجة إلى هذا العمل، ولا تتضرر بتركه، وكانت الجماعة تفوتك فيه بالكلية أن تبحث عن عمل غيره، وإن بقيت فيه، فالأمر واسع، ويُرجى ألا يكون عليك بأسٌ إن شاء الله.
والله أعلم.