عنوان الفتوى : حكم المشاركة في مواقع التصفح
نعمل في شركات تسمى البوكس وتعطى مالا مقابل الضغط على الإعلانات، وتعطى نسبة أيضا على العملاء بمعنى أنه لو سجل أحد عن طريقي في هذه الشركة فإني أربح كما يربح هو، فلو ضغط مثلا على 10 إعلانات أخذت نسبه من الموقع نفسه ( وليس الشخص نفسه ) مقابل ضغطات هذا الشخص، والتفصيل فى هذه الشركة فيما يلى : 1 _ تأخذ الشركة مالا من المعلن وتقوم بالإعلان عن ما أراده المعلن، وتأخذ الشركة نسبة من هذا المال وتعطي نسبة لمتصفحي الإعلانات. 2 _ قد يكون في الشركة إعلانات محرمة كالإباحية والخمر والقمار وغيرها، وقد يكون مباحا كالمنتجات الخاصة بالسيارات وغيره، وقد تكون بعض الإعلانات عن منتجات مباحة ولكن فيها محاذير شرعية كظهور النساء والموسيقى. 3 _ الشركة تعطى مالا على العملاء بمعنى أنه إذا اشترك أحد في الشركة عن طريقي، فإني آخذ كما يأخذ، فلو أخذ من الشركة نصف دولار آخذ مبلغا من الشركة نفسها ( وليس الشخص نفسه ) على حسب عدد ضغطاته. 4 _ قد يضغط العميل الذي سجل عن طريقي على إعلان محرم مع أني أحذره قبل أن يدخل الشركة من الإعلانات المحرمة. 5 _ لا نعمل في الشركات التي يوجد فيها صور نساء أو إباحية، ولكن أصحاب هذه الشركات غير مسلمين بمعنى أنهم في أي وقت قد يضعون إعلانا إباحيا في الشركة أو صور نساء. 6 _ الشركة لا تدفع مباشرة بعد الضغط على الإعلانات، بل يجب الوصول الى حد أدنى من المال حتى تأخذ حقك منهم وقد تنصب الشركة ولا تدفع. 7 _ يوجد نظام في الشركة يسمى ( الترقية ) بمعنى أن سعر الضغط على الإعلان الواحد 1 سنت أمريكى ولو دفعت مثلا لصاحب الشركة 50 دولار تصير ضغطتى على الإعلان بـ 2 سنت أمريكي أو عدد الإعلانات نفسه يزيد أو الاحتمالان معا. 8 _ يوجد ما يسمى فى الشركة بنظام ( شراء العملاء او الإحالات او الريفيرال ) يعنى أنا لم يشترك تحتى أحد فى الشركة لذلك أقوم بشراء عملاء سجلوا في الشركة لأحصل على أرباح مثل التى يربحونها( هؤلاء العملاء او الريفيرال إما يكونون وهميين من الموقع نفسه أو أشخاص سجلوا في الموقع بدون أن يكونوا ريفيرال لأي شخص وبالتالي عند دفعي مبلغا للموقع أستفيد من ضغطاتهم دون أن يتضرروا ولكن بدون أن يعرفون أي شيء تم بيني وبين الموقع ) مثال ( أشتري 20 إحالة بـ 20 دولار هذه الإحالات تكسبنى يوميا 1 دولار ) وطبعا الربح يكون حسب ضغطات الشخص فقد يكون نشيطا وأكسب أو لا يضغط على الإعلان وبالتالي أكون خسرت المبلغ الذي دفعته للموقع من أجل تأجيره أو شرائه كريفيرال. 9 _ مصدر دخل الشركة الذى تدفع منه للمشتركين قد يختلط فيه أموال قادمة من الإعلان عن القمار أو الخمور أو الأفلام. 10- بصراحة شديدة معظم الإعلانات تكون إعلانات لمواقع أخرى من نفس المجال ( والتي سوف تستفيد إذا أجر أو اشترى الأشخاص المشاهدون لهذا الإعلان عددا من الريفيرال في الموقع أو إعلانات عروض في نفس الشركة ( عروض تأجير ريفيرال أو شراء ريفيرال أو ابجريد وما شابه أو إثباتات الدفع للموقع ليقنع الأشخاص المشاهدون أن الموقع جاد وليس نصابا. وبالتالي يحفز على موضوع الابجريد أو تأجير أو شراء الريفيرال أو إعلانات قمار والعياذ بالله، وطبعا نحن لا نشاهدها، أو إعلانات لمنتجات حقيقية لتحفيز المشاهدين على شرائها ( لكن بصراحه ليس في كل المواقع نريد التفصيل فى حكم كل نقطة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اشتمل سؤالك على أمور بعضها مباح وبعضها محرم؛ لاشتماله على غرر وميسر . فأما المباح مما ذكرت فهو أخذ عمولة على الضغط على الإعلانات المباحة الخالية من الترويج للأمور المحرمة . وكذا أخذ عمولة على جلب الزبائن دون دفع رسوم منك أومنهم . وعليك أن تنبه من تجلبه من الزبناء على ما تشتمل عليه تلك الإعلانات، وأن بعضها محرم لايجوز تصفحه ولا الدخول فيه أوأخذ عمولة عليه.
وأما الصور المحذورة التي اشتمل عليها السؤال فهي دفع رسوم مقابل الضغط كي تتضاعف العمولة، أوشراء عملاء وهميين أوحقيقيين للكسب من ورائهم، أوأخذ عمولة على تصفح الإعلانات المحرمة، أواشتمال التصفح على التضليل بإيهام الزبناء كثرة رواد الشركة المعلن عنها ورغبة الناس فيها، وانتشار قاعدة عملائها والواقع خلاف ذلك . فلايجوز أخذ عمولة على هذا الفعل المحرم ولا الإعانة عليه .
وأما كون رأس مال الشركة مختلطا بين الحلال والحرام لاختلاف مصادره، فقد بينا حكم معاملة مختلط المال في الفتوى رقم: 6880.
وتكميلا للفائدة ننقل لك ولغيرك من زوار هذا الموقع فتوى الدكتور سامي بن إبراهيم السويلم المتخصص في الاقتصاد الإسلامي والمنشورة في موقعه حول تلك الشركات حيث يقول (الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
1. مواقع التصفح مثل(www.4daily.com) و (www.studiotraffic.com) و (www.12dailypro.com) تقدم عمولات مقابل تصفح الإعلانات التي لديها. وهذه العمولات نوعان:
(أ) نوع مقابل التصفح المجرد، دون دفع أي اشتراك أو رسوم من أي نوع. وهذا النوع لا حرج فيه -إن شاء الله- بشرط أن تكون الإعلانات بعيدة عن المحاذير الشرعية، ولا تتضمن الدعاية لمحرم أو منكر.
علماً أن بعضها لا يسمح بالاستمرار في التصفح المجاني، بل يجب دفع قيمة الاشتراك، وإلا ألغي الحساب.
(ب) نوع مقابل رسوم اشتراك غير مستردة، بالإضافة للتصفح. ومقدار العمولات يتناسب مع حجم رسوم الاشتراك، وكلما زاد مقدار الاشتراك كلما زادت العمولات، إلى حد معين. وهذه الرسوم يستخدم جزء منها لتغطية مصاريف الشركة المديرة للموقع، والباقي -وهو الأكثر- يوزع على شكل عمولات لبقية المشتركين.
وواضح أن العمولات في هذا النوع تتضمن معاوضة نقد بنقد، فالمشترك يدفع الثمن، ومن خلال هذا الثمن يحصل الآخرون على عمولاتهم، والعكس بالعكس. وما ينتج عن مبيعات الدعايات ونحوها فهو أقل من إيرادات الاشتراكات، فالغالب هو إيراد الاشتراك ومنه تصرف العمولات. فهذا النوع يدخله مبادلة النقد بالنقد مع التفاضل والتأخير، فضلاً عن الغرر والجهالة المتعلقة بالاشتراكات، فهو يجمع بين الربا والميسر.
فهذه الشركات تعيش على الاشتراكات، والأرباح أو العمولات هي من اشتراكات الأعضاء الجدد أساساً، فلو تناقص عدد المشتركين توقف دفع العمولات، فليس هنا استثمار حقيقي، بل يأخذ زيد مما دفع عمرو، ويأخذ عمرو مما دفع بكر، وهكذا. وهذا مع كونه من أكل المال بالباطل فهو غير مجدٍ اقتصاديًّا، ومخاطر العجز والإفلاس عالية جداً.
فأنصح الأخ - وكل مسلم عاقل - أن يتجنب هذا النوع من التعامل، وأن يجتهد في البحث عن سبل الكسب المشروع، وما أكثرها.
2. وأما نظام الإحالات (referrals)، فيختلف من موقع لآخر، وبعضها يندرج ضمن التسويق الشبكي، وبعضها ليس كذلك. فإن كانت عمولة الإحالة مقابل تصفح أعضاء جدد لا يدفعون رسوم اشتراك، فلا حرج فيه إن شاء الله. وأما إن كانت العمولات مقابل اشتراكات أعضاء جدد، فقد سبق أن رسوم الاشتراك هذه يدخلها الربا والميسر، فكل ما ترتب عليها فهو كذلك.
وعمولة الإحالات جائزة إذا لم يشترط على الوسيط دفع ثمن أو مبلغ مالي مقابل منتجات تجارية، فهي في هذه الحالة مقابل السمسرة. أما إذا اشترط الدفع أو كانت عمولة من يدفع أكبر من عمولة من لم يدفع، فيدخلها النقد بالنقد، ووجود المنتجات لا يغير من حقيقة الأمر إذا كانت العمولات أكبر من المبلغ المدفوع، لأنها تصبح هي المقصودة وليس المنتجات نفسها، كما سبق تفصيل ذلك عند مناقشة التسويق الهرمي.
3. من دخل في المعاملات المحرمة، أيًّا كان نوعها، سواء عن جهل أو غفلة أو تقصير، فيجب عليه التوبة والاستغفار وعدم العودة لها مستقبلاً، وفي هذه الحالة يغفر له ما سبق إن شاء الله؛ لعموم قوله تعالى: "فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف" [البقرة: 275]، ويستحب له مع ذلك أن يتصدق بما يتيسر له.
والله أعلم.