عنوان الفتوى : الإقرار بالشهادتين جزماً دليل صحة الإيمان
هل يعتبر الإنسان مسلما بمجرد النطق بالشهادتين أم لا يعتبر مسلما حتى يتعلم أمور التوحيد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مذهب أهل السنة والجماعة هو أن الإنسان إذا نطق بالشهادتين جازما بهما مستعدا للعمل بمقتضاهما يعتبر مسلما، ولا يشترط في إسلامه تعلم أمور العقائد.
بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله" رواه البخاري ومسلم.
قال النووي: وفي هذا الحديث دلالة ظاهرة لمذهب المحققين من السلف والخلف أن الإنسان إذا اعتقد دين الإسلام اعتقاداً جازماً لا تردد فيه كفاه ذلك، وهو مؤمن من الموحدين، ولا يجب عليه تعلم أدلة المتكلمين، ومعرفة الله بها. انتهى.
ويدل لهذا أيضاً حديث الجارية التي أراد سيدها عتقها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ائتني بها. قال: فأتيته بها. فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا. قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها، فإنها مؤمنة" رواه مسلم.
قال النووي أيضا: وفيه دليل على أن من أقر بالشهادتين واعتقد ذلك جزماً كفاه ذلك في صحة إيمانه، وكونه من أهل القبلة والجنة، ولا يكلف مع هذا إقامة الدليل والبرهان على ذلك، ولا يلزمه معرفة الدليل، وهذا هو الصحيح الذي عليه الجمهور. انتهى.
والله أعلم.