عنوان الفتوى : هل هناك صحابي كان يبول دما عند الغضب
من هو الصحابي الذي كان يبول دماً عندما يغضب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف فيما اطلعنا عليه من تراجم الصحابة- رضوان الله عليهم- على من كان يبول دما في حالة الغضب أو غيرها
وقد ذكر المؤرخون عن الصحابي الجليل البراء بن مالك رضي الله عنه أنه كانت تعتريه حالة عند ما يرى الحرب حتى يبول، ولم يذكروا أنه كان يبول دما.
جاء في تاريخ الطبري، والبداية والنهاية لابن كثير عند الحديث عن حروب الردة وقتال مسيلمة الكذاب وكان البراء بن مالك وهو أخو أنس بن مالك إذا حضر الحرب أخذته رعدة حتى يقعد عليه الرجال ثم يبول، فإذا بال ثار كما يثور الأسد، فأصابه ذلك، فلما بال وثب وقال إلي أيها الناس أنا البراء بن مالك إلي إلي وقاتل قتالا شديدا، فلما دخلت بنو حنيفة الحديقة قال البراء: يا معشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة. فقالوا لا نفعل. فقال: والله لتطرحنني عليهم بها، فاحتمل حتى أشرف على الجدار فاقتحمها عليهم، وقاتل على الباب وفتحه للمسلمين.
وقد جاء أن بعض السلف كان يبول الدم من خشية الله تعالى وشدة التفكير في عظيم مخلوقاته.. فقد روى البيهقي بسنده في شعب الإيمان قال: كان سفيان الثوري إذا أخذ من ذكر الآخرة يبول الدم.
وروى أبونعيم في حلية الأولياء قال: كان سفيان من شدة تفكره يبول الدم.
وذكر القرطبي في تفسيره عند قول الله تعالى: إن في خلق السماوات والأرض.. الآيات من آخر سور آل عمران: أن سفيان الثوري رضي الله عنه صلى خلف المقام ركعتين ثم رفع رأسه إلى السماء، فلما رأى الكواكب غشي عليه وكان يبول الدم من طول حزنه وفكرته.
وممن كان يبول الدم من الخوف : إبراهيم بن أدهم كما ذكر ابن الجوزي في صيد الخاطر.
والله أعلم .