عنوان الفتوى : حكم تعمد الجهر في الظهر والعصر
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع. سؤالي فقط يا مشايخنا الكرام هو: ما حكم رفع الصوت أثناء قراءة القرآن في صلوات الظهر والعصر والسنن الرواتب، علما أنها تكون صلاة فرد وليست جماعة بحكم دراستي في الخارج. وفقكم الله وأيدكم بتأييده.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمشروع لكل مصلٍّ أن يسرَّ بالقراءة في صلاة الظهر والعصر إماما كان أو مأموما أو منفردا، قال الشيرازي في المهذب: ويستحب الإسرار في الظهر والعصر والثالثة من المغرب والأخريين من العشاء لأنه نقل الخلف عن السلف.
وقال ابن قدامة: الجهر في مواضع الجهر، والإسرار في مواضع الإسرار مجمع على استحبابه، ولم يختلف المسلمون في مواضعه، والأصل فيه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت ذلك بنقل الخلف عن السلف. فمن جهر في موضعٍ يُسن الإسرار فيه بالقراءة صحت صلاته، وكان مخالفا للسنة، قال ابن قدامة: فإن جهر في موضع الإسرار أو أسر في موضع الجهر ترك السنة وصحت صلاته.
ومما يدل على أن الصلاة لا تبطل في بالجهر في موضع لإسرار حديث أبي قتادة المتفق عليه في صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر وفيه: ويسمعنا الآية أحيانا.
وذهب بعض العلماء كابن القاسم من المالكية إلى بطلان الصلاة بتعمد الجهر في موضع الإسرار، والصحيح هو مذهب الجمهور لما قدمنا، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 16561 والفتوى رقم: 64503.
وعليه، فالذي ننصحك به هو عدم الجهر في الظهر والعصر امتثالا للسنة وخروجا من خلاف من أبطل الصلاة به، ثم إننا ننصحك بالحرص على صلاة الجماعة، وأن تبحث عن مسجد تقام فيه الجماعة، أو بأن تقيمها مع بعض إخوانك من المسلمين الذين يدرسون معك، ولا تفرط في الجماعة ما أمكنك ذلك، فإن فضل الجماعة عظيم، وهي فرض عين على الراجح من أقوال العلماء، فإن لم تجد من يقيم الجماعة معك فصلٍّ منفرداً ولا جناح عليك، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.
والله أعلم.