عنوان الفتوى : ثواب الصبر على موت الأحبة
توفيت زوجتي بعد أيام من زواجنا بمرض مفاجئ، وكانت خير الزوجة الصالحة والمؤمنة بالله، وإني لأحبها حبا لم أحب قبله أي إنسان، واني لصابر على هذه المصيبة ابتغاء مرضاة الله سبحانه. فهل يشملني حديث الرسول عليه الصلاة والسلام التالي:(عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد. (رواه الترمذي وقال حديث حسن.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يرحم زوجتك وسائر موتى المسلمين، وأن يرزقك الصبر على فقدها، والحديث المذكور في السؤال هو في ثواب الصبر على موت الولد، وهناك احتمال في دخول كل من مات له حبيب وحمد الله واسترجع عند موته في ثواب هذا الحديث، وفضل الله واسع. وقد قال المباركفوري في قَوْلُهُ: وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ. أَضَافَ الْبَيْتَ إِلَى الْحَمْدِ الَّذِي قَالَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ لِأَنَّهُ جَزَاءُ ذَلِكَ الْحَمْدِ. قَالَهُ الْقَارِي. اهـ .
وهذا يشعر بترتب الثواب على الحمد والاسترجاع عند المصيبة، والله أعلم.
ونذكرك بهذه البشارة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ. رواه البخاري في صحيحه، قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: قَوْله ( إِذَا قَبَضْت صَفِيّه ) هُوَ الْحَبِيب الْمُصَافِي كَالْوَلَدِ وَالْأَخ وَكُلّ مَنْ يُحِبّهُ الْإِنْسَان، وَالْمُرَاد بِالْقَبْضِ: قَبْض رُوحه وَهُوَ الْمَوْت... والْمُرَاد بـ (احْتَسَبَهُ): صَبَرَ عَلَى فَقْده رَاجِيًا الْأَجْر مِنْ اللَّه عَلَى ذَلِكَ. اهـ
ولله عز وجل حكم عظيمة في ابتلاء العبد، فراجع الفتوى رقم: 13270ففيها بيان ذلك.
والله أعلم.