عنوان الفتوى : أصدق هذه الأمة لهجة
من هو أصدق هذه الأمة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعلك تقصد الحديث المروي في الصحابي الجليل أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه، فقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، كما رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر. والحديث قال عنه الشيخ الألباني: صحيح.
كما قال عنه شراحه كما في تحفة الأحوذي: قوله أصدق من أبي ذر مبالغة في صدقه، لا أنه أصدق من كل على الإطلاق، لأنه لا يكون أصدق من أبي بكر بالإجماع فيكون عاماً قد خص، وقيل: يمكن أن يراد به أنه لا يذهب إلى التورية والمعاريض في الكلام، فلا يرخي عنان كلامه ولا يحابي مع الناس ولا يسامحهم، ويظهر الحق البحت والصدق والمحض، ومنه ثمة عقبه بقوله: ولا أوفى. أي يوفي حق الكلام إيفاء لا يغادر شيئاً منه.
وعلى كل حال فعموم الحديث يفيد أن أصدق هذه الأمة لهجة أبو ذر رضي الله عنه.
والله أعلم.