عنوان الفتوى : الحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة
إن السواك لتطهير الفم وتنظيفه أي إنه لإزالة الأوساخ والرائحة من الفم. فكيف يستخدمه البعض قبل الصلاة مباشرة بدون أن يذهبوا لدورة المياه لتنظيف الفم، بل يبلعون الريق الذي تم تنظيفه. فهل هذا الأسلوب صحيح في السواك؟ وهل استخدمه الرسول عليه السلام هكذا؟ إنني أستخدم السواك فقط قبل الصلاة عند الوضوء لكن لا بد من المضمضة بعده! نرجو الإرشاد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاستياك قبل الصلاة سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله: لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة. رواه البخاري.
ولا تلزم المضمضة بعد استعمال السواك، واستعمال السواك قبل الصلاة لا يعني بالضرورة أن الفم متسخ، فقد يكون لإزالة رائحة الفم، وهو مجرد إمرار للسواك على الأسنان، ولو خرج دم جراء الاستياك -وهذا نادر- فليتفله وليتمضمض حينئذ، وأما لو كان بين الأسنان بعض العوالق وخرجت بالاستياك، فالأفضل أن يخرجها في منديل ونحوه، ولا يبتلعها، ولو ابتعلها فلا إثم عليه.
والمنع من التسوك قبل الصلاة من أجل ما ذكره السائل تنطع ومخالف لما دلت عليه السنة، وإيجاب المضمضة بعد السواك بدعة في الدين.
قال الحافظ في الفتح: الحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حال تقرب إلى الله فاقتضى أن تكون حال كمال ونظافة إظهارا لشرف العبادة، وقد ورد من حديث علي عند البزار ما يدل على أنه لأمر يتعلق بالملك الذي يستمع القرآن من المصلي، فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فيه. انتهى.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 49533، والفتوى رقم: 115935.
والله أعلم.