عنوان الفتوى : على الزوج أن يوازن بين حق والديه وحق زوجته
لدي أخت عمرها تقريبا أربعون سنة، مصابة بشلل الأطفال، متزوجة وساكنه بمشتمل معزول عنا، ولكن بنفس البيت، تربطها علاقة غير حميمه مع أهل زوجها حيث إنهم كانوا رافضين لزواج ابنهم منها، زوجها لديه أخ مسافر ولكن بقية الأخوات غير مسافرات، ولكن متزوجات، أغلبهم في نفس المنطقة مع أهله، وأخت غير متزوجة تسكن مع أهله. المشكلة تكمن في أنه يذهب و يبيت في بيت أهله تقريبا كل خمسه أيام في الأسبوع ،ويأتي إلى زوجته كل خميس وجمعة، ويوم السبت يرجع إلى أهله عصرا وهكذا، لأن أمه وأبوه يريدانه ويحتاجانه، لأن أباه في غالب الأوقات مريض بمرض القلب ويحتاجه، رغم أن لديه أختا في البيت عمرها ثلاثون سنة، وأخواته بيوتهم قريبة منهم، وفي نفس الوقت أختي تحتاجه للذهاب إلى الطبيب وللتسوق، إضافة إلى أنها تبيت وحدها في مشتملها، ونحن أهلها في البيت أنا وأمي فقط، أبونا مات رحمه الله، وليس لدينا أخ ونحن في ظروف صعبه في بلدنا، وأختي حاليا حامل بعد خمس سنوات عقم وتحتاج إلى من يداريها أو لا سمح الله تمرض في الليل من يكون معها، الزوج لا يتفهم ويقول فقط: أمي وأبي، ونحن نخاف الله تعالى ولكن هل الشرع يقبل بهذا وما هو الحل؟ أرجو التفصيل ياشيخنا لأن الزوجان كلاهما متفقان على أنهما سوف يعملان بما تقوله حضرتك، لأنه أمانة علي أن يقرءا ما سوف تكتبه لهما . وجزاك الله خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حسن عشرة المرأة لزوجها إحسانها إلى أهله، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، ومن حق المرأة على زوجها أن ينفق عليها بالمعروف ويوفر لها مسكناً مناسباً، ويعفّها على قدر طاقته وحاجتها، وأما مبيت الرجل عند زوجته فقد اختلف العلماء في وجوبه وقدره، فذهب بعضهم إلى عدم وجوبه، وبعضهم إلى وجوبه ليلة من كل أربع ليال.
قال ابن قدامة: إذا كانت له امرأة لزمه المبيت عندها ليلة من كل أربع ليال ما لم يكن عذر. المعني.
واختار بعضهم عدم تحديد المدة وتركها للاجتهاد. قال المرداوي:
وقال القاضي وابن عقيل يلزمه من البيتوتة ما يزول معه ضرر الوحشة، ويحصل منه الأنس المقصود بالزوجية بلا توقيت فيجتهد الحاكم، قلت: وهو الصواب.
فعلى هذا الزوج أن يوازن بين حق والديه وحق زوجته، وعلى الزوجة أن تتفهم أن حق والديه عليه عظيم، وأعظم من حقها عليه، وأن إعانتها له على برهما والإحسان إليهما يعود عليهما بالخير والبركة.
ونحن ننصح كلا من الزوجين بالرفق بالآخر والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من التقصير إن وجد تقصير.
والله أعلم.